«هذا هو بعد الرحيل».. كيف ودع الكاتب حازم هاشم الشاعر نزار قباني بعد وفاته

كتب: حسام حربى

«هذا هو بعد الرحيل».. كيف ودع الكاتب حازم هاشم الشاعر نزار قباني بعد وفاته

«هذا هو بعد الرحيل».. كيف ودع الكاتب حازم هاشم الشاعر نزار قباني بعد وفاته

حرص الكاتب حازم هاشم على نعي الشاعر نزار قباني، خلال صفحات كتابه ليل ونهار، قائلًا: «كانت ملاحظاتي على فقيد الشعر العربي نزار قباني - وقد التقيت به مرتين فقط ـ يتأكد لي صوابها خـلال متابعتي - ضمن ملايين المتابعين العرب ـ لشعره وتصريحاته وأحاديثه في مختلف وسائل الإعلام، فهذا الشاعر الكبير من الصنف الإنساني الذي يحيا على انفعال متوتر دائم».

الشاعر نزار قباني

وأضاف حازم هاشم في أحد فصول كتابه والذي جاء بعنوان «هذا هو بعد الرحيل»، أنّ طبيعة نزار قباني، جعلت وتره المشدود في كل لحظة جاهزا للعزف بالشعر والنثر، يسعفه في كل وقت قاموس لغوي خاص أثراه وأغناه إطلاع يقظ على ما يصله من القراءات والأخبار والأحداث وتحليل دقيق لكل ذلك، وارتحال مستمر في المكان والزمان يجدد عنده مدخره من الأخيلة والصور غير ما يستجد.

وتابع: «ما يدهش في شعر نزار قباني، هذه البساطة المتناهية في اختياره لألفاظ شعره، وهي مما يتداوله يوميا العربي البسيط، تدغدغ أشعاره أشواق هذا العربي، فهو ينطق بلسانه ويعبر عما يخامره، فيكفيه مؤونة وعاقبة التعبير عن الشعور بالقول».

واستكمل، العامة العرب يقولون في حصولهم على القليل بعد طول جهاد: «نصوم نصوم ونفطر على بصلة»، وهذا نزار قباني بعد سلام «أوسلو» يقول: «جـوعـوا أطفالنا خمسين عاما.. ورموا في آخـر الصـوم إلينا بصلة»، وكان نزار قباني يصدق الناس القول ولا يزوق شعره أو يزينه كي يبدو أنيقا في غير معرض، يغضب فيعلن «وفاة العرب»، ويحتد صارخا متسائلاً: «هل نحن خير أمة أخرجت للناس؟!»، يقول ذلك بالشعر والمضمون في صدور الناس الفرق الوحيد بينه وبينهم أنه شاعر.

كتاب ليل نهار

وأوضح حازم هاشم، أن نزار قباني كان قـدرا في كل وقت على إحداث الضجة وانفجار الصخب حول ما يبديه بالشعر أو النثر، يخاصم عبد الناصر بعد هزيمة يونيو، ويرثيه عند موته: «قتلناك يـا آخـر الأنبياء».

وقال إن نزار قباني كان شاعراً ذكيا، إذ اختار قضية قهر المرأة العربية في مجتمع ذكوري به ما در هذه المرأة جسدا وتعبيرا وفكرة، وعندما اقتحم ألغاز عالم النساء بأشعاره كرهت النساء هذا الانكشاف الذي يعرض على الملأ ما في الدخائل والمخيلات.

واختتم حازم هاشم ما كتبه عن نزار قباني في كتابه «ليل ونهار»: يتجلى ذكاء نزار كذلك في قدرته على إدارة الأزمات التي تعرضت لها أشعاره السياسية إدارة إعلامية مقتدرة، كل الأزمات خرج منها نزار قباني قويا منتصرا ليواصل وخز الضمير العربي، وعندما انتهت رحلته بالموت، صـدرت الشهادة العادلة من الجميع بأن الشعر باق منه وهذا هو الكسب العظيم للأحياء.


مواضيع متعلقة