«أبو غنام».. مسجد أثري عمره 7 قرون «آيل للسقوط» بكفر الشيخ

«أبو غنام».. مسجد أثري عمره 7 قرون «آيل للسقوط» بكفر الشيخ
- كفر الشيخ
- مسجد ابو غنام الأثرى بكفر الشيخ
- مسجد ابو غنام البيلي
- مسجد بكفر الشيخ
- مدينة بيلا
- كفر الشيخ
- مسجد ابو غنام الأثرى بكفر الشيخ
- مسجد ابو غنام البيلي
- مسجد بكفر الشيخ
- مدينة بيلا
تسيطر حالة من القلق الشديد على أهالي مدينة بيلا، بمحافظة كفر الشيخ، وسط مخاوف من وقوع كارثة قد تودي بأرواح المصلين في مسجد «العارف بالله سيدي سالم البيلي أبو غنام»، والشهير باسم مسجد «أبو غنام» الأثري، الذي تم بناؤه قبل ما يقرب من 743 عاماً.
المسجد اختفت معالمه التاريخية بسبب الإهمال
ويقع المسجد في قلب مدينة بيلا، ويرجع تاريخ بنائه إلى سنة 700 هجرية، أي منذ ما يقرب من 7 قرون، ولكنه لم يطرأ عليه أي تجديد خلال تلك السنوات الطوال، مما أدى إلى تهالك جدرانه واختفاء معالمه التاريخية، ويتميز المسجد بتصميمه المعماري المُميز، حيث يُذهل كل من يزور مسجد «أبو غنام» لدقة تفاصيل الزخارف بقُبة المسجد، والأعمدة الرُخامية القديمة التي تتوسط المسجد.
وقال عبد الرحمن الدرولي، محامٍ، أحد رواد مسجد «أبو غنام»، إن المسجد أصبح في حالة سيئة يُرثى لها، بعدما كان قبلة الكثيرين من أهالي مدينة بيلا في الماضي، حيث كان هناك حرص من المواطنين على أداء الصلوات الخمس في مسجد أبو غنام، بالإضافة إلى ازدحام المسجد بالمُصلين يوم الجمعة من كل أسبوع وأيام عيدي الفطر والأضحى، وذلك نظراً لما يتمتع به المسجد من روحانيات تُريح الصدور، ولكن بعد الحالة السيئة التي وصل إليها المسجد، تراجع عدد المُصلين بالمسجد بشكل ملحوظ.
الأهالي يطالبون بإنقاذ المسجد
وأضاف الدكتور علاء صبح، أحد رواد المسجد، أنه كان يتوافد عليه الآلاف من مصر وبعض الدول العربية والإسلامية، لزيارة مقام «العارف بالله سيدي سالم البيلي أبو غنام»، مُتابعاً: «كُنا كل سنة بنعمل مُولد لأبو غنام في شهر أغسطس، وكان بييجي له ناس مخصوص من كل حتة، بس اتوقف بسبب كورونا، والمسجد دلوقتي بيحتضر».
وأوضح المهندس مدحت غزال، أحد رواد المسجد، أن استعادة الرونق التاريخي للمواقع الأثرية في مصر، كان يُمثل حلماً لكثير من المصريين، بات واقعاً حقيقياً في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خاصةً بعد العمل على ترميم وتجديد مقامات وأضرحة آل البيت، مُتمنياً أن يتم تجديد مسجد «العارف بالله سيدي سالم البيلي أبو غنام»، باعتباره أحد أولياء الله الصالحين، الذين ينتمون إلى آل البيت.
وأشار أحمد عبد الحميد، أحد رواد المسجد، إلى أن الثعابين والفئران والقوارض والحشرات باتت تغزو مسجد «أبو غنام»، بسبب الشقوق الكبيرة الموجودة فى جدران المسجد، مُتابعاً: «مُنذ فترة وجدنا ثعباناً كبيراً يخرج من أحد الشقوق بالمسجد، وكاد أن يُؤذى بعض الأطفال المُتواجدين داخل المسجد، وتمت الاستعانة بأحد خُبراء التعامل مع الثعابين لإخراجه ومُحاولة سد الشقوق دون جدوى»، مشيراً إلى انتشار الفئران في المسجد، قائلاً إنها «تدخل وتخرج من الأبواب وشبابيك المسجد، لأنها غير مُحكمة، وتمت الاستعانة بسمّ الفئران للقضاء عليها، وأيضاً هناك انتشار للحشرات الزاحفة، ونتعامل معها بالمُبيدات الحشرية».
مسجد ذو بناء مُميز تأثر بالعوامل البيئية
ومن جانبه، أكد الأثري الدكتور إبراهيم ماضي، أن مسجد «العارف بالله سيدي سالم البيلي أبو غنام» في مدينة بيلا، ذكره علي باشا مبارك في خططه، حينما وصفه بأنه «مسجد ذو بناء مُميز»، لافتاً إلى أن المسجد تأثر على مدى تاريخه بعوامل بيئية ومُناخية عديدة، أثرت على سلامته الإنشائية، فتآكلت جدرانه من الداخل والخارج، بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة، وتعرضت أجزاء من السقف للانهيار، فضلاً عن حالة الإهمال الشديد التي تعرض لها المسجد، في أعقاب ثورة 25 يناير 2011.
وناشد العديد من أهالي مركز ومدينة بيلا، الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، واللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، بسُرعة إدراج مسجد «أبو غنام» ضمن مشروعات الترميم، حفاظاً على التراث الأثري والمعماري للمسجد، وحفاظاً على حياة المُصلين والزائرين.
كما طالب الأهالى بوضع المسجد على خريطة السياحة الداخلية لمحافظة كفر الشيخ، وإبراز مكانته التاريخية والأثرية، لاسيما أنه يُعد أحد أقدم مساجد المحافظة.
ويرجع تاريخ إنشاء مسجد «العارف بالله سيدي سالم البيلي أبو غنام»، أحد الأولياء الصالحين، الذي عُرف عنه التقوى والصلاح، إلى عام 700 هجرية، وبالتحديد في العصر المملوكي الشركسي، ليكون تُحفة معمارية، بعد أن تُوفى رضي الله عنه عام 632 هجرية، عن عُمر يُناهز 67 عاماً، ودُفن بمقامه المشهور بمسجد «أبو غنام»، في مدينة بيلا، بمحافظة كفر الشيخ.
المسجد الذي تم تسجيله كأحد الآثار الإسلامية عام 2001، تبلغ مساحته الكُلية ما يُقارب 2000 متر مربع، وهو عبارة عن ثلاثة أروقة، أما أعمدته فهي مصنوعة من الرخام المُندمج مع البازلت، والجدران مبنية بطوب الآجر والقصرملي، والسقف عبارة عن ألواح خشبية مُغطاة بالبلاط، وله قبة مُزخرفة من الداخل بزخارف زيتية.