«أم حمدي» تحملت عبء أبنائها.. فأشعل زوجها النار فيها ببني سويف

09:03 م | الأربعاء 25 أغسطس 2021

«أم حمدي»، سيدة لم تعرف للراحة طريقاً، تحملت عناء ومشقة الإنفاق على أبنائها، سنوات من التعب والشقاء لتربيتهم وتوفير قوت يومهم، في ظل وجود زوج تخلى عن أبنائه، وشغل نفسه بالمشاحنات مع أفراد أسرته، للحصول على دخلهم من متحصلات وقوف زوجته بالساعات يومياً، امام فرشة لبيع الخضراوات والفاكهة، أمام مستشفى بني سويف الجامعي، من أجل بضعة جنيهات، تتمكن من خلالها من إطعام 5 من الأبناء، لم يترك الأب أبناءه في حالهم، بل سعى إلى تدمير أسرته، حتى أشعل فيهم النار، انتقاماً منهم لرفضهم بيع الشقة التي يقطنون بها، لينهي حياة ابنته وزوجته، بعدما أحرقهما بدم بارد.

«أمال قرني سعيد» لم تًتم عامها الخمسين، تم تشييع جنازتها مساء اليوم الأربعاء، إلى مقابر الأسرة بناحية «الشيخ رفعت»، ببني سويف، عقب وفاتها متأثرة بإصابتها بحروق في أنحاء مختلفة من جسمها، عقب سكب زوجها البنزين عليها قبل 4 ايام، لتلحق بابنتهما «فاطمة»، التي توفيت متأثرة بنفس الإصابات نتيجة نفس الحادث.

مواقع التواصل دفتر عزاء في «أم حمدي»

وتحولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إلى دفتر عزاء للزوجة، وواسى الجميع أسرتها وترحموا عليها، خاصةً أن جنازتها شُيعت بعد أيام قليلة من وفاة ابنتها، التي لم تعلم بوفاتها، ورفضت الأسرة إبلاغها بذلك، في ظل خروج نساء ورجال قرية «منقريش» لحضور تشييع الجثمان إلى مثواه الأخير، وبكاء وصريخ سيدات القرية.

وشيع أهالي قرية «منقريش»، التابعة لمركز بني سويف، اليوم الأربعاء، جثمان ربة منزل، لفظت أنفاسها الأخيرة اليوم، داخل قسم الحروق بمستشفى بني سويف التخصصى، متأثرة بإصابتها بحروق بالغة، إثر إقدام زوجها على سكب بنزين عليها وإشعال النيران بها، وابنتهما «فاطمة»، التي توفيت قبل 4 أيام، متأثرة بنفس الإصابات، بسبب خلافات الزوجية ورغبة الزوج في بيع الشقة، ورفض الأسرة ذلك.

رحلة شقاء «أم حمدي» انتهت بمقتلها على يد زوجها

سنوات من العذاب والشقاء عاشتها «أم حمدي» انتهت بمقتلها على يد زوجها حرقاً، رغم أنها لم تر زوجا يتحمل مسؤولية أسرته، والقيام بواجبه نحو تربية أبنائه والإنفاق عليهم، واتجهت إلى بيع الخضراوات والفاكهة أسفل شقتها، من خلال فرشة أقامتها أمام مستشفى بني سويف الجامعي، تنفق منها على أطفالها الخمسة.

وبالفعل، استطاعت الأم أن تعوض أبناءها عن غياب الأب، وأقدمت على تزويج 2 من أبنائها وتجهيزهما، دون أي تدخل من الزوج، حسبما يؤكد «شافعي أبو ناصر»، أحد اهالي قرية منقريش مسقط رأس الزوجة، قائلا:" أم حمدي ست بـ100 راجل، ورزقت بزوج فاشل أنهى حياتها، الجميع يشهد بجدعنتها ووقوفها مع ابنائها والقيام بدور الأب والأم في نفس الوقت، ينتقم منه ربنا، دمر الأسرة، ماتت الأم وماتت الابنة، لأطفالها الله وأهل الزوجة لتربيتهم".

ويقول محمد جمال، أحد أهالي شارع مستشفى الجامعة" لم نر من أم حمدي سوى الجدعنة والأصول، عاشت بيننا، عاشت لأبنائها فقط، وقفت معانا ووقفنا معاها، فرشتها لسه في مكانها، منه لله زوجها قضى عليها".

تفاصيل الحادث

وتعود الواقعة إلى صباح السبت الماضي، حيث قام عاطل يدعى «أحمد محمد حسن»، 51 عاما، بإشعال النيران في زوجته و2 من أبنائه عقب سكب البنزين عليهم، بعد دخوله لشقتهم بعقار مواجه لمستشفى بني سويف الجامعي، ما تسبب في وفاة ابنته «فاطمة»، متأثرة بإصابتها بحروق من الدرجات الثالثة تخطت 70% من الجسم في نفس يوم الحادث، وإصابة زوجته التي لفظت انفاسها الأخيرة داخل قسم الحروق بمستشفى بني سويف التخصصي، بالإضافة إلى ابنة أخرى تدعى «أسماء»، التي ما زالت تخضع للعلاج داخل قسم الحروق.

تحريات الحادث: خلافات زوجية ورغبة الزوج في بيع الشقة وراء الحادث

وتبين من تحريات رجال المباحث الجنائية أن هناك خلافات زوجية بين الزوج وزوجته وأبنائه بسبب رغبته في بيع الشقة التي يسكنون بها، والحصول على أموالها لإنفاقها ورفض الأسرة لذلك، ففاجأهم فجرا بسكب البنزين عليهم وإشعال النيران بهم، قبل أن تتمكن قوات الشرطة من ضبطه وتحرير محضر بالحادث وإحالته للنيابة العامة التي قررت حبسه على ذمة التحقيقات.