صورة واحدة تستغرق 4 ساعات.. عالم الحشرات بعدسة «أحمد» جمال من نوع آخر (صور)

كتب: أحمد حامد دياب

صورة واحدة تستغرق 4 ساعات.. عالم الحشرات بعدسة «أحمد» جمال من نوع آخر (صور)

صورة واحدة تستغرق 4 ساعات.. عالم الحشرات بعدسة «أحمد» جمال من نوع آخر (صور)

تدبر أحمد رمضان عبدالرحيم القرأن الكريم واستغرق في تأمل معانيه حينما وجد سورا بأسماء الحشرات مثل النحل والنمل والعنكبوب وجذبت انتباهه آيات آخرى مثل قول الله تعالى «إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا»، ليقرر بعدها أن يدخل لهذا العالم باستخدام كاميرا ويلتقط صورًا لهذه الكائنات الدقيقة.

أحمد رمضان عبد الرحيم، البالغ من العمر 41 عاما، يعمل كمدير للمبيعات بإحدى الشركات ويهوى التصوير الفوتوغرافي تخصص مؤخرًا في تصوير الماكرو وهذا النوع من التصوير حسبما حكى عبدالرحيم لـ«الوطن» ببساطة شديدة، هو تكبير الأحجام الصغيرة التي لا نراها بالعين المجردة إلى صورة يمكننا رؤية تفاصيلها.

هوى «رمضان» التصوير مبكرًا ولكنه بدأ تعلم التصوير بشكل احترافي مؤخرًا حيث حصل على أول كورس تصوير في مارس 2018 وبدأ في يوليو أول محاولاته لالتقاط صورة ماكرو بعدما حضر محاضرة المصور الإماراتي يوسف الحبشي عن تصوير الماكرو في مصر، ورأى الصور التي التقطها وحلم وقتها بالتقاط صور في هذه الروعة.

شغف شديد أصاب «أحمد» دفعه لاقتحام هذا العالم المليء بالأسرار والتفاصيل والإعجاز نظرًا هذه الكائنات المعجزة في خلقها لا يراها الناس بالعين المجردة «أنا حابب أظهر هذه العظمة في كائنات لا تتعدى المليمترات للناس، فالك أن تتخيل وجة ذبابة مثلا حجمة مللي يحتوي علي مئات العدسات للعين المركبة وأعين بسيطة وقرون استشعار وأجهزة امتصاص وتذوق وخلافة» وكل ذلك يظهر في صورة واحدة.

تفكر رمضان في خلق هذه الكائنات وقال «دائما بسأل نفسي كيف لهذه الكائنات بهذا الحجم القدرة على الحفاظ على تواجدها فالكون من تزاوج والحفاظ على الأجنة وتغذيتها، مع يقيني أنها تحب وتكرة وتتحدث وهناك منها الطيب والشرير وخلافة»، معتبرًا أن ذكرها في القرأن الكريم ليس بالأمر الهين «طبعا لازم نقف لنفكر ونتفكر في خلق الله ونقترب اكثر وندرس هذه الكائنات المعجزة في خلقتها وخلقها».

يستعين أحمد رمضان بأدوات وعدسات خاصة ويستغرق أوقات طويلة تصل لـ4 ساعات أحيانًا من أجل اقتناص صورة واحدة.

طقوس خاصة يتبعها «أحمد» عند التقاطه لأي صورة ماكرو حيث يطلب من أبنائه التزام الهدوء نظرًا لأن أي اهتزاز يؤثر على جودة الصورة وكذلك يغلق التكييف والمراوح حتى لا يُثار الغبار أثناء الصورة، ويجلس على ركبتيه منحنيًا ومركزًا في شاشة عدسته من أجل التقاط عدد من الصور التي يدمجها في صورة واحدة فيما بعد.

أصعب اللحظات التي تمر على «أحمد» أثناء ممارسته لهوايته هي تثبيت الحشرة لالتقاط صورة لها وأسعد لحظاته، حينما ينشر صورة ويسمع تعليق «سبحان الله في خلقه» ويشعر وقتها بأنه نجح في توصيل الرسالة وأن مجهوده لم يضيع هباء.

 


مواضيع متعلقة