«المنسى» مصور فلسطيني يوثق جرائم الاحتلال بالكاميرا: «فوجئت بجثث إخوتى»

«المنسى» مصور فلسطيني يوثق جرائم الاحتلال بالكاميرا: «فوجئت بجثث إخوتى»
- غزة
- قطاع غزة
- أهل غزة
- الاحتلال
- غزة تحت القصف
- فلسطين
- غزة
- قطاع غزة
- أهل غزة
- الاحتلال
- غزة تحت القصف
- فلسطين
في بلاد اكتست شوارعها بلون الدم، وباتت أصوات المدافع والطائرات مألوفة لأهلها، كان حمل الكاميرا أكثر خطورة من حمل السلاح، حيث أبى محمد المنسي الوقوف في موضع المتفرج، وتمسك بالتصوير كورقة رابحة في الحرب، وراح يوثق جرائم الاحتلال، يجول بين ركام المنازل في الأزقة والشوارع يمينًا ويسارًا دون رهبة، حتى وقعت عينيه على جثتي إخوته يهرول بهما المسعفون إلى مشرحة المستشفى، تجمد الدم في عروقه وتوقف الزمن من حوله وبكى كطفل ضاع من أهله لا يدري إلى أين يذهب كأن الجسم في حزنه يُمسي واهناً «فتستقوي الجاذبية عليه وتستشرس».
الكاميرا سلاح محمد لتوثيق جرائم الاحتلال
منذ أن بدأ الاحتلال هجماته الصاروخية الدامية على قطاع غزة المحتل، باتت الكاميرا سلاح محمد لمواجهة العدوان، اتخذ من هواية التصوير التي بدأها منذ سنوات سلاحًا ناعمًا: «قررت أوثق كل جرائم العدوان في كل شبر بغزة ما في شئ نخاف منه»، وبحسب روايته لـ«الوطن» حين زادت الإصابات وامتلأت المستشفيات بالجرحى والشهداء استجمع شجاعته وذهب ليوثق ما بداخل المستشفيات من مشاهد لا يقوى العقل على استيعابها.
جثتي إخوته أحمد ويوسف بين الشهداء
وفي ليلة دامية من ليالي عيد الفطر المبارك، خرج الشاب العشريني بكاميرته متجها صوب المستشفى الإندونيسي الحكومي بشمال قطاع غزة يوثق جهود الأطباء ومشاهد الأشلاء والجثث الوافدة كل ساعة، يحاول التماسك قدر استطاعته، حتى وجد مالم يتوقعه، جثتي شقيقيه «أحمد ويوسف» من بين الشهداء المصطفين في انتظار مكانًا يخلو لهم داخل ثلاجات المشرحة، الوجع تضاعف ووقعت القشة الواهية التي كان يحمي بها نفسه من الانهيار، كأن همّاً واحداً لا يكفي أو كأنّ الهموم يستأنس بعضها ببعض فلا تنزل على الناس إلا معاً.
الوداع الأخير في المستشفى الإندونيسي بغزة
«عمري ما اتخيلت أشوف إخواتي من بين الجثث الموقف أصعب من الحكي»، يستكمل الشاب الغزاوي حديثه ويحتبس الدمع في عينيه، ترك كل شئ جانبًا، رائحة الموت أشد وطأة من صوت القنابل والرصاص الذي تمطر به السماء على رؤوسهم، احتضهم كما تحتضن الأم صغيرها يقبل جباههما مودعًا وجوههما قبل أن يحول بينه وبينهم أكياس حفظ الجثث بالمشرحة: «بوستهما من رأسهما وزفيتهما للجنة عرسان»، يقول بلهجته الشامية تفاصيل مشهد أبكى الجميع من حوله.
فيديو لايف يوثق بشاعة الموقف
لم تمض دقائق حتى استجمع الشاب الغزاوي قواه ووثق بشاعة الموقف بهاتفه المحمول وشارك أصدقاءه ومتابعيه عبر تطبيق «انستجرام» بمقطع فيديو حى من داخل المستشفى: «استجمعت قوتي النفسية وصورت المأساة اللي عايشينها بغزة عشان العالم كله يعرف معاناتنا وجرائم الاحتلال».