«زمزم» حديث «السوشيال ميديا» ببني سويف.. تبرعت لوالدها بجزء من كبدها

06:01 م | الأربعاء 30 يونيو 2021

احتفت مواقع «السوشيال ميديا» في محافظة بني سويف، بإقدام فتاة على التبرع بجزء من كبدها إلى والدها، بعد جراحة استمرت 12 ساعة كاملة داخل مستشفى جامعة المنصورة، في محافظة الدقهلية.

لم تتردد «زمزم» للحظة واحدة في إنقاذ حياة والدها، لتضرب المثل في بر الأبناء بآبائهم، أب ظل يُعلم ويُربي ويزرع الحب والود والمحبة بينه وبين أبنائه، حتى حصد حُباً غير محدود من أبنائه، ظهر حينما بدأ يمر بوعكة صحية، التف أبناؤه الخمسة حوله، وقدموا الغالي والثمين له، تقديراً منهم لوالدهم الذي اعتبروه الرمز والقدوة.

سارع الأبناء للتبرع لوالدهم، فور طلب الأطباء متبرعا له بجزء من الكبد، حتى استقر بهم الأمر لإجراء قرعة لاختيار واحد منهم، حتى استقر الأمر عند ابنته «زمزم»، وإجرائهما عملية التبرع داخل مستشفى المنصورة الجامعي.

رواد موقع التواصل يتداولون صورة «زمزم» ووالدها قبل دقائق من الجراحة

وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعي عبر صفحاتهم الشخصية على موقع «فيسبوك» في محافظة بني سويف، صور الفتاة برفقة والدها قبل دقائق من إجراء الجراحة، حيث كتب أحدهم قائلاً: «أنتم فخر بني سويف، أب عرف يربي، وبنت برت بوالدها»، وكتب «أحمد عادل» على صفحته قائلاً: «ربنا يطمنكم على بعض ويرجعكم بالسلامة».

«قرعة» بين الأبناء للتبرع لأبيهم انتهت باختيار «زمزم»

وروى «أحمد الهلباوي»، أحد أبناء عمومة الأب، الحكاية من بدايتها قائلاً: «ما شاهدناه من تضحية الأبناء لوالدهم هو ناتج لما زرعه ذلك الأب، الذي يشهد له الجميع بحُسن أخلاقه وبشاشة وجهه ومحبته للجميع، زرع الأب فحصد في أبنائه»، متابعاً: «في البداية أصيب الأستاذ نادي طلب الهلباوي، الذي كان يعمل وكيل أول وزارة بضرائب المبيعات، وحالياً بالمعاش، بمشاكل صحية في الكبد، وفي النهاية طلب الأطباء منه عملية زرع كبد، وفور معرفة أبنائه الخمسة تنافسوا جميعاً على التبرع له، حتى استقر بهم الأمر في النهاية على إجراء قرعة فيما بينهم، واستقرت القرعة على ابنته زمزم، التي أبدت سعادتها لتبرعها بجزء من جسدها لوالدها».

12 ساعة كاملة لزراعة كبد أب تبرعت به ابنته بالمنصورة الجامعي

12 ساعة كاملة هي مدة العملية الجراحية التي خضع لها «نادي الهلباوي»، وابنته «زمزم»، داخل قسم العمليات بمستشفى المنصورة الجامعي بمحافظة الدقهلية، سبقتها تحاليل وفحوصات استمرت عدة أيام، قبل أن يخرجا من غرفة العمليات ويخضعا للملاحظة بالرعاية المركزة داخل المستشفى.

وتابع ابن عم الأب قائلاً: «بالفعل أجرى الأب وابنته الجراحة، وهما الآن تحت الرعاية والملاحظة بمستشفى المنصورة الجامعي، وأبناؤه معه لم يتركوا الأب أو شقيقتهم للحظة واحدة»، معتبراً أن «ما حدث ليس بالأمر السهل، وقليل جداً ما نجد ذلك في تلك الأيام».

«حميدة»: بر البنت بأبيها دليل على حُسن التربية ومن زرع حصد

وقال «الشيخ سعيد حميدة»، ابن عمومة الأب، إن «ما حدث هو بر الأبناء بالآباء والإيثار على النفس، فذلك ما نسميه بر البنت بأبيها، وهو دليل على حُسن التربية والخلق، فمن زرع حُباً وعفةً وحياءً، حصد حُباً وعفةً وحياءً ونقاءً، والحقيقة أن ذلك الأب بشوش الوجه، مُحب للجميع، زرع الحُب في أبنائه بينهم وبين بعض، وبينهم وبين كل الناس، ولذلك لا نرى من أهالي بلدتنا إلا الوقوف معهم، والاستفسار عن حالتهم الصحية والدعاء لهم بالشفاء والعودة لمنزلهم في أفضل صحة وحال».