«أثر الفراشة».. شباب عراقي يستغل حظر كورونا لتجميل جدران الشوارع القديمة

كتب: سمر صالح

«أثر الفراشة».. شباب عراقي يستغل حظر كورونا لتجميل جدران الشوارع القديمة

«أثر الفراشة».. شباب عراقي يستغل حظر كورونا لتجميل جدران الشوارع القديمة

لوحات مرسومة بألوان زاهية، تحيي جدران الحارات والأزقة القديمة، نماذج لشخصيات عراقية معروفة والشناشيل التي تميز البيوت الواسعة ذات الطراز البغدادي القديم، نماذج لأسلحة ناعمة حملها أصحاب الموهبة، في بلاد عانت من ويلات النزاعات سنوات طوال، يعكسون بها مقاومتهم للواقع المعاش، حاملين معهم تجارب حية جعلت من قضية بلادهم صوتًا مسموعًا حول العالم.

انطلقت المبادرة منذ 4 سنوات

ستة شباب من أعمار مختلفة، اجتمعوا على حب بلاد الرافدين، موطن ميلاد أولى لِبنات الحضارة الإنسانية، عزموا النية على أن يتركوا أثرًا فاستغلوا موهبتهم في الرسم للتعبير عن صوتهم قبل 4 سنوات في فترة الاحتجاجات التي شهدتها بلادهم تعبيرا عن آراء تحملها رؤوسهم، «كانت لوحاتنا من أكثر اللوحات تأثيرا على الصعيد المحلي والعالمي بعدها رسمنا الكثير من الجداريات عن وباء كورونا لغرض التوعية من خلال رسوم كاريكاترية»، يقول الشاب العراقي علي خليفة في بداية حديثه لـ«الوطن».

رسم جداريات توعية خلال فترة كورونا

واستغل الشباب العراقي الذين اتخذوا من «أثر الفراشة» اسما لهم، فترة الحظر التي أقرتها دولتهم خلال وباء كورونا لتطوير مبادرتهم والانتقال من التوعية بالإجراءات الاحترازية إلى تجميل جدران الحارات والأزقة القديمة في العاصمة العراقية بغداد، وبحسب وصف الشاب العراقي، «بدأنا قبل حوالي 5 أشهر أثناء حظر التجول الأخير بعد الموجة الثانية من وباء كورونا لتجميل واجهات المنازل برسوم تراثية لبغداد لتجميل المشهد في تلك الأحياء القديمة».

المبادرة الفنية التي دشنها الشباب العراقي، سرعان ما ذاع صيتها بين سكان المنازل في أحياء بغداد القديمة، «في أسرتين طالبونا برسم منزلهم وبعدما كملنا رسوماتنا للبيتين، توالت علينا الطلبات من البيوت المجاورة، حتى قمنا برسم الزقاق بأكمله»، يساعدهم الأهالي أحيانا بخامات الرسم وتنظيف الشوارع، بحسب قول الشاب العراقي.

شخصيات أدبية وفنية عراقية على جدران المنازل في الأزقة القديمة

تتنوع الجداريات التي يرسمها فريق «أثر الفراشة»، بين صور لشخصيات أدبية وفنية عراقية مشهورة، وبين رموز التراث البغدادي القديم، يجملون بها منظر الجدران كالحة اللون، «نحن غير تابعين لأي جهة معينة، وندعم أنفسنا بأنفسنا، وحبنا لهذا العمل جعلنا مستمرين إلى الآن بهذه الأفكار المتجددة».


مواضيع متعلقة