10 سنوات على رحيل أبو العينين شعيشع.. «آخر أعلام التلاوة»

10 سنوات على رحيل أبو العينين شعيشع.. «آخر أعلام التلاوة»
- الشيخ أبوالعينين شعيشع
- إحياء ذكرى وفاة الشيخ أبوالعينين شعيشع
- قارئ القرآن الشيخ أبوالعينين شعيشع
- مدينة بيلا
- كفر الشيخ
- الشيخ أبوالعينين شعيشع
- إحياء ذكرى وفاة الشيخ أبوالعينين شعيشع
- قارئ القرآن الشيخ أبوالعينين شعيشع
- مدينة بيلا
- كفر الشيخ
هو واحد من أعلام «دولة التلاوة» في مصر والعالم الإسلامي، حيث كان واحداً من أهم قراء القرآن الكريم في الوطن العربي، مر بمراحل كثيرة في حياته حتى عُين كأول نقيب للقراء بمصر.
ذاع صيته بعدما حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، وكانت نقطة انطلاقته من كُتاب «الشيخ يوسف شتا»، بمدينة بيلا في محافظة كفر الشيخ، هو الشيخ الراحل أبو العينين شعيشع، والذي تحيي أسرته الذكرى العاشرة لرحيله اليوم الأربعاء.
أبو العينين هو الابن الثاني عشر لأبيه ولُقب بـ«ملك الصبا»
كان شيخاً بسيطاً رغم علمه الوفير، وكانت حياته بسيطة لم يتوقعها أحد، وكان ودوداً بأهل بلدته ورحيماً بفقرائها وليناً مع شبابها، «كان رجلاً ولا كل الرجال، حريصاً حتى وفاته على التردد على مدينته، والجلوس مع الشباب، خاصةً شباب القراء، وتعليمهم وإسداء النصائح لهم، كان يرعى الفقراء والأيتام، ويعرف أهالي البلدة قصة السيدة التي توفى زوجها وترك لها طفلاً صغيراً، فتحمل الشيح مصروفات الإنفاق عليه وتربيته، حتى تخرج من كلية الهندسة»، هكذا وصف «مصطفى أحمد شعيشع»، ابن شقيق الشيخ عمه الراحل.
لم يكن فقط رحيماً بالفقراء، بل كان فعالاً لعمل الخير في مناطق متعددة، دون أن يدري أحد بهذا، وفقاً لابن شقيقه، «كان يبني مساجد ومعاهد دينية، من غير ما حد يعرف، وعامل مجمع خيري في حي السيدة نفسية، وكان دائم الحديث عن معلمه الشيخ شتا، الذي كان سبباً في تحفيظه القرآن الكريم، ودائم التردد على المناسبات في بيلا حتى وفاته».
وبحسب «مصطفى شعيشع» فقد كان الشيخ الراحل متواضعاً حتى في جلساته مع أهل بلدته، كان يجلس أرضاً ويتناول الجبنة القديمة والعيش الناشف، بعيداً عن الولائم، "كان متواضعاً، رغم أن الملوك والأمراء كانوا يستقبلونه بشكل رسمي، بسيط في أكله، كان يعشق الجبنة القديمة والعيش الناشف والسمك، كان دائماً يقولنا أنا مش بتاع الأكل في الولائم، وكان بيحب يقعد على الأرض وسط الناس ويأكل معاهم".
كرمه مبارك ومنحه لقب نقيب القراء مدى الحياة
موقف لن ينساه أفراد عائلة الشيخ أبو العينين شعيشع للرئيس الراحل محمد حسني مبارك، حين كرمه ومنحه وسام الجمهورية، ومنحه لقب نقيب القراء حتى مماته، وعن ذلك قال ابن شقيقه: "الرئيس مبارك كان بيحب الشيخ أبو العينين، وهو كمان كان بيحبه، ولما كرمه منحه لقب نقيب القراء حتى الممات، وفعلاً كان نقيباً لحد ما مات في أعقاب ثورة يناير 2011، ونفسنا يتعمل معهد ديني باسمه في بيلا تخليداً لذكراه".
وُلد الشيخ أبوالعينين شعيشع، في مدينة بيلا، بمحافظة كفر الشيخ، في 22 أغسطس من عام 1922، وهو الابن الثاني عشر لأبيه، والتحق بكُتاب المدينة، وحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ «يوسف شتا»، وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره، وذاع صيته كقارئ للقرآن عام 1936، وهو فى الرابعة عشرة من عمره، لُقب بالطفل النابغة، بعد مُشاركته بالتلاوة في حفل أُقيم بمدينة المنصورة فى ذلك العام، والتى تبعدُ عن مدينة بيلا بنحو 27 كيلومتراً.
رحلة أبو العينين في الإذاعة المصرية
دخل الشيخ أبو العينين شعيشع الإذاعة المصرية عام 1939، مُتأثراً بالشيخ محمد رفعت، حيث استعانت به الإذاعة لإصلاح الأجزاء التالفة من تسجيلات «رفعت»، ولكنه اتخذ لنفسه أسلوباً فريداً في التلاوة بدءاً من منتصف الأربعينيات، وكان أول قارئ مصري يقرأ القرآن الكريم بالمسجد الأقصى المبارك.
كان عام 1969 فارقاً في حياته، حيث عُين قارئاً لمسجد عمر مكرم بميدان التحرير، وسط القاهرة، ثم قارئاً لمسجد السيدة زينب عام 1992، وناضل كثيراً فى بداية السبعينيات من القرن الماضي، لإنشاء نقابة القُراء مع كبار قراء القرآن الكريم في مصر حينذاك، وقد انتُخب نقيباً لنقابة القراء منذ عام 1988، خلفاً للقارئ الراحل الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد، وظل نقيباً لها حتى وفاته.
لم تتوقف مسيرة القارئ الراحل عند هذا الحد، بل عُين «شعيشع» عضواً بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعميداً للمعهد الدولي لتحفيظ القرآن الكريم، وعضواً للجنة اختبار القراء بالإذاعة والتليفزيون، وعضواً باللجنة العليا للقرآن الكريم بوزارة الأوقاف، وعضواً بلجنة عمارة المساجد بالقاهرة، وحصل على وسام الرافدين من العراق، ووسام الأرز من لبنان، ووسام الاستحقاق من سوريا وفلسطين، وأوسمة من تركيا والصومال وباكستان والإمارات العربية المتحدة، وبعض الدول الإسلامية.
أكثر من 80 عاماً في خدمة القرآن بمشارق الأرض ومغاربها
وفي 23 يونيو من عام 2011، توفى «ملك الصبا» وآخر النجباء، عن عُمر يُناهز 89 عاماً، قضى خلالها رحلة عامرة فى تلاوة القرآن الكريم في مشارق الأرض ومغاربها، ودُفن في المقابر المُجاورة لكلية البنات بجامعة الأزهر بالقاهرة، وصُلى عليه صلاة الغائب في مسقط رأسه بمسجد «أبو غنام»، أحد أكبر مساجد مدينة بيلا، وعدد من مساجد المدينة.