دينا عبدالفتاح تكتب : .. سنوات بناء الثروة!

دينا عبدالفتاح تكتب : .. سنوات بناء الثروة!
- "الثروة"
- "سنوات الفرص"
- "الانفتاح الاقتصادى"
- "السوق الخارجية"
- "الثروة"
- "سنوات الفرص"
- "الانفتاح الاقتصادى"
- "السوق الخارجية"
كل عدة عقود تظهر سنوات يمكن أن يُطلَق عليها «سنوات الفرص»، تلك السنوات تكون الفترة المثالية التى يمكن بناء الثروات فيها، وتاريخياً ظهرت سنوات الفرص فى عدة مناسبات سابقة، من بينها الفترة «1953: 1958»، بعد أن هدمت الدولة النظام الملكى وأسست النظام الجمهورى وصادرت ثروات الإقطاعيين وقامت بتوزيعها على المواطنين، لتمنحهم بذرة لبداية الثراء والتطور.
وظهرت مرة أخرى فى نهاية سبعينات القرن الماضى، مع تطبيق برنامج الانفتاح الاقتصادى وتخلِّى مصر بشكل كبير عن سياسة الاقتصاد الاشتراكى التى كانت سائدة قبل هذه الفترة، وكانت نهاية السبعينات بمثابة فرصة كبيرة لأن يطلق الأفراد نشاطاً استثمارياً جديداً مربحاً، خاصة فى المجال التجارى الذى ازدهر بشكل كبير خلال هذه الفترة نتيجة زيادة ارتباط مصر بالسوق الخارجية.
وأنتجت هذه الفترة بالفعل عدة مليارديرات ممن هم على الساحة حالياً أو من رحلوا وتركوا ثرواتهم لأبنائهم. وتكررت الفرصة أيضاً فى مطلع الألفية الثالثة، وتحديداً من 2002 إلى 2006، حيث شهد الاقتصاد المصرى خلال هذه المرحلة تطوراً كبيراً على مستوى السياسات الاقتصادية، وكان الجميع مؤهلاً لأن يحقق أرباحاً قياسية، خاصة بعدما وصل معدل نمو الاقتصاد المصرى إلى 7% وأخذ ينطلق بسرعة كبيرة قبل أن توقفه الأزمة المالية العالمية بعد ذلك.
الآن، وتحديداً فى عام 2021، يمكن أن نطلق على الفترة المقبلة «سنوات الفرص» أيضاً، وذلك نتيجة لتوفر كافة مقومات النجاح ومقومات بناء الثروة لمن يريد أن ينجح ويبنى لنفسه ولأسرته شيئاً. كل فترة من الفترات السابقة التى شهدت ظهور سنوات الفرص كانت تتسم بسمات معينة تتفق مع طبيعة مرحلتها والظروف السائدة آنذاك، وكذلك كان لها متطلبات محددة للنجاح.
وهذه الفترة التى نعيشها لها أيضاً متطلبات محددة للنجاح، تتلخص فيما يلى:
أولاً: الرهانات الرابحة، تتمثل أبرز الرهانات الرابحة خلال المرحلة الحالية فى الاستثمار وبناء المشروعات، بعيداً عن أى وسيلة أخرى من وسائل الادخار وحفظ الأموال فى الأصول الثابتة أو العقارات.
وبالنسبة للشباب تتمثل الرهانات الرابحة فى الأفكار الريادية التى تصنع مشروعات ناجحة قابلة للنمو السريع، بعيداً عن مفهوم العمل بالأجر أو الوظيفة سواء كانت حكومية أو فى القطاع الخاص.
حتماً سيكون هناك من يفضل العمل لدى الغير، ولكنهم فى الغالب سيخسرون إمكانية تكوين الثروات والنجاح العملى الساحق خلال هذه المرحلة.
ثانياً: التوقيت المثالى، يتمثل التوقيت المثالى للعمل والتطوير وبناء المشروعات الناجحة فى عام 2022، وفقاً لعدة اعتبارات أهمها استكمال تعافى الاقتصادين العالمى والمصرى من تداعيات فيروس كورونا التى أثرت عليهما كثيراً فى آخر عامين، والتعافى والتحسن المتوقع فى دخول الأفراد بشكل عام، وهو ما سيصنع طلباً إضافياً وقوة شرائية كبيرة فى السوق يمكن استغلالها بأكثر من شكل.
ثالثاً: المجالات الرابحة، يتمثل أبرز المجالات الرابحة خلال المرحلة المقبلة فى المجال التكنولوجى، الذى يُعد المصدر الرئيسى للشركات الريادية التى تستطيع تحقيق نمو كبير فى وقت قياسى وتحقيق ثروات ضخمة لأصحابها فى بضع سنوات، ويليه المجال الزراعى الذى يتوافق مع خطة ورؤية الدولة خلال المرحلة الحالية، خاصة مع طرح ملايين الأفدنة للاستثمار الزراعى المعتمد على المياه الجوفية وتقنيات الزراعة الحديثة، ويليهما القطاع التجارى الذى يمكن أن يستثمر فى زيادة القوة الشرائية للأفراد ويجلب لهم المزيد من البضائع ويحقق مبيعات قياسية.
رابعاً: مَن سينجح؟ مَن سينجح خلال هذه المرحلة هم الأفراد الذين يتسمون بالقدرة الفائقة على صناعة القرار، ولديهم رغبة وشغف للمغامرة والتجربة، وهؤلاء الذين يتسمون بسياسة النفَس الطويل، القائم على عدم الهزيمة، والذين يعملون وفق مبدأ «حتى ولو سقطت الفكرة الأولى والثانية، فحتماً ستنجح الفكرة التالية».