هاني رسلان: موقف إثيوبيا تجاه السد «مستهجن».. لا يقبله عقل أو منطق

هاني رسلان: موقف إثيوبيا تجاه السد «مستهجن».. لا يقبله عقل أو منطق
قال الدكتور هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن أزمة ملف السد الإثيوبي ما زالت ساكنة في مكانها، كما أن الاشتباك الأساسي بين مصر والسودان من ناحية وإثيوبيا من ناحية أخرى هو إصرار مصر والسودان أن يكون هناك اتفاق ملزم وشامل، وأن يشمل هذا الاتفاق آلية ملزمة للتحكيم في الخلافات المستقبلية حول تشغيل السد، وعلى الناحية الأخرى إثيوبيا تقول إنها لا تريد اتفاقا ملزمًا وانما تريد التفاهم حول مبادئ استرشادية في تشغيل السد يمكن لإثيوبيا أن تغيرها وفقًا للظروف.
وأضاف «رسلان»، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «خبر اليوم»، على شاشة «أون»، أن هذه تُعد نقطة جوهرية، فإذًا أي اتفاق يُحذف منه صفة الإلزام لا يُصبح اتفاقا، وإثيوبيا تريد اتفاقا استرشاديا وليس إلزاميا يعطي لإثيوبيا حق السيادة في أنها تغير ما تم الاتفاق عليه بشكل منفرد، وهذا يعني أن كل المفاوضات التي دارت خلال العشر سنوات الماضية تصبح ليس لها قيمة ولا معنى من الأساس.
وأشار مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أنه بالتالي الموقف الإثيوبي غير مبرر ومستهجن ومخالف للقانون الدولي ومخالف للعقل والمنطق، مؤكدًا أن الموقف الإثيوبي ما زال على ما هو عليه لأن الهدف المعلن من السد وهو توليد الطاقة والكهرباء من أجل التنمية ليس الهدف الحقيقي ولكن الهدف الخفي، فهدف إثيوبيا الحقيقي هو السيطرة على النهر واستخدامه كأداة سياسية لهيمنة إثيوبيا على القرن الأفريقي وحوض النيل على حساب مصر والسودان.
وتابع: «هذا الأمر هو ما يجعل إثيوبيا تقدم تبريرات وحججا غير منطقية وغير مقبولة، إثيوبيا تريد الوصول إلى اتفاق جزئي قبل الملء الثاني للسد، وخطورة الاتفاق الجزئي أن المياه ستكون بلغت 18.5 مليار متر مكعب حول السد، وبالتالي مصر والسودان لن يكون أمامهما أي بدائل للتعامل مع السد سوى عملية التفاوض، وإثيوبيا لن تقدم شيئا في عمليات التفاوض بما أنها خلال الـ 10 سنوات قبل الملء لم تقدم شيئا، فهي لن تقدم شيئا بعد ذلك لأنها ستكون حققت أهدافها».