محمد مبروك.. أيقونة البطولة والشرف

كتب: هيثم البرعى

محمد مبروك.. أيقونة البطولة والشرف

محمد مبروك.. أيقونة البطولة والشرف

رتّب أوراقه وحضّر ما سيقوله أمام محكمة جنايات القاهرة من واقع محاضر تحرياته السرية الدقيقة التي أعدها في قضية التخابر الكبرى التي تورط فيها المتخابر محمد مرسي وقيادات وعناصر من جماعة الإخوان الإرهابية، إلا أن القدركتب أن تكون الشهادة أمام الله، الذي لاقاه مغدورا، على يد عناصر جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية، مساء يوم 17 نوفمبر 2013، العقيد الشهيد محمد مبروك ضابط الأمن الوطني الذي مات، وهو يحلم بوطن آمن مستقر ودفع حياته ثمنا لهذا الغرض الذي يسمو على ما عاداه.

مع حلول منتصف العام 1974، أُعلن في بيت مبروك السيد خطاب بمنطقة الزيتون، قدوم مولوده الأول والأخير «محمد»، والذي نشأ في كنف والديه بالحي الشعبي، لم يعلم مبروك أنه حين تشتد عظام نجله، سيكون له شأن عظيم ودور محوري فى حماية مصر، وأنه سيكون بمثابة أيقونة من النُبل والشرف تتباهي به وزارته وتتشرف بها أسرته، وتتوارثها الأجيال، ورواية تُحكى في المسلسلات.

في يوليو 1995 تخرج مبروك في كلية الشرطة، بعدما أقسم في ساحتها على الولاء لوطنه والحفاظ عليه، وكان الله على ما قال شهيد، حتى لاقاه شهيدا بارا بقسمه.

التحق مبروك بقطاع الأمن الوطني، وتمكن من رصد وتسجيل وتصوير اتصالات واجتماعات قيادات جماعة الإخوان قبل وبعد أحداث يناير 2011، حيث رصد اتصالا بين المتخابر محمد مرسي وأحد العناصر الاستخباراتية قبل أحداث يناير، بحضور الإخواني الإرهابي أحمد عبد العاطي، كما رصد اجتماعات ترأسها الإرهابي محمد بديع مرشد جماعة الإخوان، بمقر الجماعة في المنيل، يتحدث فيها عن مشاركة الجماعة في أحداث يناير.

سطّر مبروك شهادته الحق في محضر تحريات وأعدّ نفسه للشهادة أمام المحكمة بعد عزل مرسي إلا أن التكليفات التي تلقاها عناصر جماعة الإخوان المنضمين لأنصار بيت المقدس كانت أسرع، وأعدوا خطة لقتله، بالتعاون مع زميله الخائن محمد عويس، تمكنوا من اغتياله يوم 17 نوفمبر 2013، بمدينة نصر، حيث كشفت التحقيقات حينها أن 11 عنصرًا من عناصر بيت المقدس تولوا عمليتي الرصد والتنفيذ، واقتصت محكمة جنايات أمن الدولة له، وقضت في مارس 2020 بإعدام 37 متهمًا في 54 عملية إرهابية من بينها اغتيال مبروك.


مواضيع متعلقة