شيخ الأزهر: مرونة الشريعة الإسلامية حفظت حضارة الإسلام من الاندثار

شيخ الأزهر: مرونة الشريعة الإسلامية حفظت حضارة الإسلام من الاندثار
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ورئيس مجلس حكماء المسلمين، إن الثنائية الواضحة بين مجال الثوابت ومجال المتغيرات هي التي مكنت تشريعات القرآن من قدرتها على مواكبة التطور، كما مكنت شريعته من قيادة الأمة الإسلامية قرابة 13 قرنا من الزمان قبل أن تخلي مكانها أو يُخلى مكانها لقوانين الغرب، وأن مرونة هذه الشريعة هي التي حفظت حضارة الإسلام وأمدتها ولا تزال تمدها بأسباب المقاومة والصمود حتى يومنا هذا، وبسبب إعجاز هذه الشريعة لم تندثر حضارة المسلمين وتصبح أثرا رغم الضربات الموجعة التي تسدد إليها على مدى تاريخها الطويل من أبنائها وأعدائها على السواء.
وأضاف الطيب، خلال تقديمه برنامج «الإمام الطيب»، المذاع عبر فضائية «DMC»، أنّ إشهار البيع أو الإشهاد عليه أيضا ذكر في القرآن الكريم «وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ»، ثم النهي عن البيع والشراء بعد آذان صلاة الجمعة «يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون»، وكذلك الأمر فيما يتعلق بالقانون الدستوري، حيث اقتصرت نصوص القرآن الكريم في هذا المجال على التأكيد على مبدأ الشورى والعدل والمساواة وأن أي نظام سياسي يقوم على هذه المبادئ ويحققها بين الناس فهو نظام يقبله الإسلام إيا كان اسمه.
وكذلك قانون العقوبات والجنايتات الذي اقتصر فيه القرآن الكريم على ذكر العقوبات الخمس المعلومة وهي عقوبة القتل والسرقة والزنا والإفساد في الأرض بإرهاب أو ترويع أو اغتيال للآمنين أو أو تدمير للمرافق العامة بأي أسلوب قديم أو حديث في ارتكاب هذه الجرائم غير الأخلاقية وغير الإنسانية.
وأوضح شيخ الأزهر أنه مع استقراء آيات الأحكام بالقرآن الكريم توضح أن القرآن يفضل الأحكام بالقضايا الدائمة وفي الثوابت التي لا تتغير مثل الإيمان والعبادات والأخلاق، بينما يجمل الأحكام في المجالات المتحولة في صورة قواعد كلية وأصول عامة ومقاصد عليا، وكدليل على هذا نجد أن الصلاة ذكرت في أكثر من 70 موضعا في القرآن الكريم، في مقابل ما ورد فيه من تشريعات في عقد البيع، والذي هو من أكثر العقود أحكاما وموادا في القوانين المدنية، ولكن هذا العقد لم يرد بشأنه في القرآن الكريم إلا 4 أحكام فقط، وهو الحكم الدال على إباحته «وأحل الله البيع وحرم الربا»، والحكم الذي يشترك التراضي بالتجارة بين البائع والمشتري «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ۚ».