مساجد حول العالم.. جامع موسكو الجامع منارة المسلمين في روسيا

04:45 م | الأحد 02 مايو 2021

قبل نحو 120 عاما، وتحديدا في عام 1902، فكر مجموعة من التجار التتار في ضرورة أن يكون هناك مسجد كبير في موسكو عاصمة روسيا، وكان لهم ما أرادوا حيث اشتروا قطعة أرض وخلال عامين فقط، أي عام 1904، أنهوا بناء أكبر مسجد في قارة أوروبا وهو مسجد موسكو الجامع الذي يتسع إلى نحو 10 آلاف مصلٍ مرة واحدة، وهذه كانت بداية قصة مسجد موسكو الجامع والذي هدم وبني مرة أخرى.

وفي أحيان كثيرة، كان يطلق على مسجد موسكو الجامع مسجد «التتر»، في إشارة إلى القومية التترية التي كانت أكثر القوميات ارتيادا للمسجد، فضلا عن أن مؤسسيه تجار تتار، والذي يعد أيضا واحدا من 5 مساحد فقط تقدم الخدمات لمليون مسلم بموسكو، ويعتبر الجامع المركزي ليس في موسكو فقط بل في عموم روسيا.

ولا يفتح المسجد فقط للمسلمين وإنما يفتح أمام جميع من يرغب في تعلم تعاليم الدين الإسلامي.

موقع مسجد موسكو الجامع وواقعة هدمه

يقع المسجد من في العاصمة الروسية موسكو وفي مركز مدينة موسكو حيث يقع بالقرب من الاستاد الأوليمبي، وصممه المعماري نيكولاي جوكوف، لكن المسجد التاريخي هدم في 11 سبتمبر عام 2011 رغم الرفض الكبير من عدد من المنظمات الإسلامية التي ترى فيه أهمية تاريخية.

وكان السبب في هدم المسجد، خاصة بعد خروجه من قائمة الآثار المعمارية والتاريخية عام 2008، انحراف المبنى عدة درجات عن اتجاه القبلة، فضلا عن حديث بأنه كان معرضا للانهيار، لكن انتهى الأمر إلى هدم البناء القديم للمسجد وكان بذلك أول مبنى ديني يهدم في البلاد منذ عام 1978.

مسجد موسكو الجامع الجديد

هدم البناء القديم لمسجد موسكو الجامع وعلى أرضه جرى بناء المسجد الجديد، والذي افتتح رسميا تزامنا مع يوم عرفة في 23 سبتمبر من عام 2015، وجرى تدشينه ليتسع إلى 10 آلاف مصلٍ ويتكون من 6 طوابق.

مراسم افتتاح البناء الجديد لمسجد موسكو الجامع

كان افتتاح المسجد مميزا، حيث قام بالافتتاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفي حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس قيرغيزستان وقتها ألمازبيك أتامباييف قبل أن يغادر السلطة ورئيس كازخستان الراحل نور سلطان نزارباييف.

تكوين مسجد موسكو الجامع الجديد

يتكون مسجد موسكو الجامع من مئذنتين رئيسيتين يبلغ طول الواحدة 70 مترا، كما توجد به قبة ذهبية يبلغ ارتفاعها 46 مترا، وهي القبة التي تم استخدام 12 طنا من الذهاب ليتم تزيينها وبها آسيات قرآنية كتبت بماء الذهب، في وقت ظهرت محاولات الجمع بين ملامح المبنى القديم والمبنى الجديد.

وتكلف المسجد الذي يتكون من 6 طوابق نحو 170 مليون دولار أمريكي تبرع بهذا المبغ بعض الدول والشخصيات لكن كان في مقدمة هؤلاء رجل الأعمال الداغستاني الكبير سليمان كريموف والذي تبرع وحده بـ 100 مليون دولار من تكلفة المسجد.

ويضم مسجد موسكو الجامع متحفا إسلاميا يحمل اسم متحف الإسلام، وبه نسخ تاريخية من القرآن الكريم مكتوبة بخط اليد وغيرها من الأشياء الأثرية المعروضة في صناديق زجاجية، فضلا عن جزء من كسوة الكعبة.