مساجد حول العالم.. «جامع باريس الكبير» هكذا كرمت فرنسا أصدقائها المسلمين

مساجد حول العالم.. «جامع باريس الكبير» هكذا كرمت فرنسا أصدقائها المسلمين
- مسجد باريس الكبير
- علاقة فرنسا بالمسلمين
- المسلمين في فرنسا
- الحرب العالمية الأولى
- مسجد باريس الكبير
- علاقة فرنسا بالمسلمين
- المسلمين في فرنسا
- الحرب العالمية الأولى
تكريما للجنود المسلمين الذين شاركوا في الدفاع عن فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى، قررت الدولة الفرنسية في أعقاب الحرب، بناء مسجد باريس الكبير، أحد أكبر مساجد فرنسا، كما ساهم سلطان المغرب آنذاك بإنشاء وقف إسلامي لإنهاء البناء.
مولت الدولة الفرنسية المسجد الكبير في باريس؛ إذ منح قانون 19 أغسطس عام 1920 (المنشور بالجريدة الرسمية بتاريخ 21 أغسطس 1920)، إعانة قدرها 500 ألف فرنك لبناء معهد إسلامي يتألف من مسجد ومكتبة وقاعة للمؤتمرات والدراسة، وهو القانون الذي يخرق قانون الفصل بين الكنائس والدولة المتعلق بالعلمانية.
وبني المسجد في موقع مستشفى الرحمة القديم (نقلت إلى مكان آخر)، وبجوار حديقة النباتات في باريس، ووُضع الحجر الأول به في 19 أكتوبر عام 1922، ونفذ الأعمال روبرت فورنيز وموريس مانتوت وتشارلز هيوبيس، وفقا لخطط موريس ترانشانت دي لونيل.
ودشن المسجد في 15 يوليو 1926، بواسطة الرئيس الفرنسي آنذاك، دومارغ، والسلطان المغربي مولاي يوسف بن الحسن؛ إذ دعي العديد من الأعلام المغاربة، يتقدمهم السلطان يوسف بن الحسن، وأحمد سكيرج، الذي خطب وصلى بالناس في أول جمعة بالجامع، وباشا مدينة الجديدة علال القاسمي، والأديب سيدي الفاطمي بن سليمان، وآخرين.
ويتبع الجامع معهد إسلامي تأسس عام 1922، وتعاقب على رئاسته عدة شخصيات، بداية من قدور بن غبريط، أحد مؤسسي المعهد وأول مدير له من سنة 1922م حتى 1954، ويوجد قبره خلف حديقة المسجد.
وخلال الحرب العالمية الثانية آوى المسجد حوالي 1600 من اليهود الفارين من النازيين، فقدم لهم قدور بن غبريط الحماية، وبعد وفاته خلفه ابن أخيه أحمد بن غبريط بين 1954م- 1956م.
أما عن عمارة المسجد، فهي مستوحاة من جامع القرويين في فاس، أحد أهم المساجد في المغرب وواحد من أقدم المساجد في العالم، وجميع الأجزاء المزخرفة نفذها حرفيون متخصصون من المغرب، خاصة من فاس ومكناس، باستعمال المواد التقليدية، كما أن المئذنة التي ترتفع إلى 33 مترا مستوحاة من مسجد الزيتونة في تونس، على الطراز الموحدي.
بني هذا الصرح الإسلامي على مساحة كبيرة تقدّر بـ7500 متر مربع، وفي المدخل الرئيسي توجد حديقة مساحتها 3500 متر مربع، تذكّر بحدائق قصر «الحمراء» في «غرناطة»؛ إذ يغلب الطابع الأندلسي المغربي على الهندسة المعمارية للمسجد المستوحاة من الفن الأندلسي بمدينتي فاس، كما هو حال النقوش التي تغطي جدران المسجد من الداخل.
وغطي البهو بمادة بلاستيكية بيضاء حتى يستغل كمكان للصلاة يوم الجمعة، أما قاعة الصلاة فهي أيضا تحفة معمارية تجمع بين الطابعين القديم والحديث؛ إذ احتفظ بالطريقة التقليدية في الإنارة، وتوجد ثريا معلقة في قبة المسجد تزن 300 كيلوجرام، كما يوجد على يمين المحراب منبر قُدّم هدية من الملك فؤاد، ملك مصر.
وأدرج المسجد والمركز الإسلامي، في قائمة الجرد الإضافية للمعالم التاريخية في فرنسا بمرسوم 9 ديسمبر 1983، وحصل المبنى أيضا على علامة «تراث القرن العشرين».