«ستات شقيانة» يحترفن مهن الرجال

«ستات شقيانة» يحترفن مهن الرجال
- "ستات شقيانة"
- مهن الرجال
- ديليفرى
- نقاشة
- ميكانيكى
- "ستات شقيانة"
- مهن الرجال
- ديليفرى
- نقاشة
- ميكانيكى
سيدات يناضلن داخل وخارج منازلهن، ليحجزن لأسرهن مكاناً فى هذه الحياة، أم وزوجة وأخت، يتحملن أعباء أسرهن والإنفاق على بيوتهن، لم يجدن لكسب الرزق سبيلاً سوى الانخراط بين صفوف الرجال فى مهن شاقة، وتخلين عن وصفهن بالجنس الناعم، وطمسن الطابع الرقيق عن وجوههن واستبدلنها بوجه خشن، يتحمل صعوبات العمل من أجل لقمة العيش.
اعتاد المجتمع خلال السنوات الأخيرة بين الحين والآخر ظهور نماذج من سيدات كادحات فى مهن صعبة، هذا المشهد أصبح مألوفاً، وهن لا يلقين باللوم على الحياة والظروف، ولا يفرق معهن نظرة المجتمع، ويرفضن الاستسلام للواقع الصعب.
هند ميكانيكي سيارات بتطبيق «وش سلندر»
هند أحمد تخلت عن نعومة السيدات والفتيات فى مثل سنّها واقتحمت عالم ميكانيكا السيارات، وتركت مجال دراستها رغم نبوغها فيه، ولم تعبأ بكلام الناس، وأصبحت «أسطى ميكانيكى» كما يقول الكتاب.
طريقها للميكانيكا بدأ بعد أن رأتها إحدى صديقاتها تُصلح سيارة بشكل مبهر، وعن ذلك قالت: «بالصدفة كان والدها شغال فى مركز تصليح، رشحتنى له وخدنى ورُحت واتعلمت واتبنونى وساعدونى وفرحوا بيا جداً».
تخرجت «هند» فى كلية خدمة اجتماعية، وحصلت على 3 دبلومات فى الإدارة التربوية وتمهيدى ماجستير، لكنها تركت مجال دراستها حباً فى الميكانيكا، وأضافت: «بشتغل بإيدى فى العربيات على الطريق الدائرى، ومش بشغل بالى بنظرة الناس ليا».
يتعجب الناس فى البداية من عمل «هند» فى مهنة الميكانيكى، ولكن سرعان ما ينبهرون بها ويصبحون زبائنها بعد ذلك، وتابعت: «والدى كان الدافع ليا، بس بقية أهلى عارضونى عشان شغلانتى صعبة، والحمد لله قدرت أثبت نفسى، وعملت أبلكيشن خاص بيا».
اختارت هند اسم «وش سلندر» للتطبيق الذى دشنته، لأن فكرته تدور حول كونه أول أبلكيشن فى مصر لخدمة صيانة وقطع غيار السيارات، وقالت: «هو وسيط بين مقدم الخدمة، وهو المركز أو الورشة، والعميل صاحب السيارة، بيوصّلك طلبك».
على خطى «هند» سارت إيمان عبدالرحمن، السيدة التى تحملت نار الفرن الذى تعمل فيه لتربى أبناءها الثلاثة، وعاشت قسوة الليالى الباردة وحدها عقب فراق زوجها، امتهنت حرفة «الفرّان»، وهى المهنة المقصورة على الرجال، نظراً لقسوتها، وتحدّت الجميع من أجل العبور بفتياتها إلى برّ الأمان.
الأصوات الناقدة أصبحت رفيقة طريق «إيمان»، لا تعبأ بأحاديث من حولها، بل تسير فى طريقها نحو هدفها الأسمى ورسالتها الأكبر التى وهبت لها حياتها، وهى تربية أبنائها بـ«عرق جبينها» مهما كلّفها الأمر من تعب أو شقاء.
عزة نفس عاملة الفرن هى التى دفعتها للعمل فى هذه المهنة، لأنها -على حد قولها- لا تحتمل أن ينظر أحد إلى بناتها نظرة شفقة.
نادية «ديليفري على إسكوتر»
«توصيل الطلبات على الاسكوتر» كانت المهنة التى اختارتها نادية عبدالصمد، لتصبح أول سيدة إسكندرانية تشتهر بين أبناء محافظتها فى «توصيل الطلبات».
نظارة سوداء وخوذة وملابس فضفاضة تستعد بها «نادية» لممارسة مهمتها التى تبدأها من التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساء، تجوب بدراجتها البخارية شوارع الإسكندرية لتوزيع «الأوردرات»، بعدما تتحصّل عليها من الباعة «أون لاين» وتذهب بها إلى زبائنها.
قبل 4 أعوام بدأت «نادية» عملها الممتع لتقضى به على شعور ملل انتابها، لكن الصدفة قادتها للدخول فى هذه المهنة، حين جلست مع صديقتها التى تمتلك مشروعاً تجارياً على الإنترنت وأخبرتها بعدم وجود «مندوب» للعمل معها، لتسرع السيدة الأربعينية فى الرد ودون تفكير «أنا المندوب».
خاضت «نادية» التجربة بشعور من الفرحة، ومع كثرة السيدات اللائى يتعاملن مع «منتجات الأون لاين» اكتسبت شهرة واسعة بين أصدقائها، وتبدّل اسمها إلى «نادية أوردر»: وأضافت: «التليفون مابقاش يبطل يرن، وكل اللى عنده حاجة يكلمنى».
تسجيل المواعيد مساء كل يوم هو ما تفعله «نادية» لتبدأ جولتها من التاسعة صباحاً، وتقدم هذه الخدمة من وإلى السيدات، وفى الوقت الذى انتشر فيه فيروس كورونا، ومع فرض حظر التجوال ضعف الإقبال فى التعامل مع «نادية» لكن الحال لم يدم طويلاً، وسرعان ما تضاعف العمل معها. وأضافت: «فى الأول كانوا خايفين.. لكن بعد كده العملا بقوا يثقوا فى الأون لاين أكتر، بقوا شايفينه أمان».
أميرة «أسطى نقاشة»
من قيادة «الاسكوتر» للعمل فى النقاشة، هكذا اختارت أميرة أشرف مهنتها، لتمسك بفرشتها المصبوغة بالألوان وتحول الحوائط الأسمنتية إلى لوحات ملونة.
مهن متعددة عملت بها الفتاة العشرينية لتوفير مصدر دخل لها ولأسرتها، فهى بمثابة «رب الأسرة» بعدما تركهم الأب، لكن الصدفة وحدها قادتها للعمل فى مجال ذكورى بالكامل.