شيخ الأزهر: ثوابت ومتغيرات الشريعة حفظت حضارة الإسلام

شيخ الأزهر: ثوابت ومتغيرات الشريعة حفظت حضارة الإسلام
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إنه يمكن أن نفهم من استقراء آيات الأحكام في القرآن الكريم، أن القرآن يفصل الأحكام في القضايا الدائمة وفي الثوابت التي لا تتغير مثل الإيمان والعبادات والأخلاق بينما يجمل الأحكام في المجالات المتحولة في صورة قواعد كلية وأصول عامة ومقاصد عليا كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
وأضاف الطيب، خلال تقديمه برنامج «الإمام الطيب»، المذاع عبر فضائية «dmc»: «كدليل على هذا نجد أن الصلاة ذكرت في أكثر من 70 موضعا في القرآن الكريم في مقابل ما ورد فيه من تشريعات في عقد البيع مثلا، والذي هو من أكثر العقود أحكاما وموادا في القوانين المادية، هذا العقد لم يرد بشأنه في القرآن الكريم إلا 4 أحكام الفقط، الحكم الدال على إباحته والحكم الذي يشترط التراضي في التجارة بين البائع والمشتري وإشهار البيع والإشهاد عليه ثم النهي عن البيه والشراء بعد أذان صلاة الجمعة».
وتابع شيخ الأزهر الشريف: «وكذلك الأمر فيما يتعلق بالقانون الدستوري حيث اقتصرت نصوص القرآن الكريم في هذا المجال على التأكيد على مبدأ الشورى والعدل والمساواة وأن أي نظام سياسي يقوم على هذه المبادئ ويحققها بين الناس فهو نظام يقبله الإسلام، أيا كان اسمه أو رسمه، وكذلك قانون العقوبات والجنايات الذي اقتصر فيه القرآن الكريم على ذكر العقوبات الخمس المعلومة وهي عقوبة القتل والسرقة والزنا والإفساد في الأرض بإرهاب أو ترويع أو اغتيال للآمنين أو تدمير للمرافق العامة بأي أسلوب قديم أو حديث في ارتكاب هذه الجرائم اللاأخلاقية واللاإنسانية».
وأكد، أن الثنائية الواضحة بين مجال الثوابت ومجال المتغيرات هي التي مكنت تشريعات القرآن من قدرتها على مواكبة التطور كما مكنت شريعته من قيادة الأمن الإسلامية قرابة 13 قرنا من الزمان قبل أن يخلى مكانها لقوانين الغرب، وأن مرونة هذه الشريعة هي التي حفظت حضارة الإسلام وأمدتها ولا تزال تمدها بأسباب المقاومة والصمود حتى يومنا هذا.