«الوطن» ترصد كواليس الساعات الأخيرة قبل موكب المومياوات الملكية

«الوطن» ترصد كواليس الساعات الأخيرة قبل موكب المومياوات الملكية
- موكب مومياوات
- المشاركين بموكب المومياوات
- المتحف المصري
- متحف الحضارة
- موكب مومياوات
- المشاركين بموكب المومياوات
- المتحف المصري
- متحف الحضارة
لا صوت يعلو فوق صوت مصر الحضارة التي أبهرت العالم بموكب استغرق الإعداد له نحو عامين، واستمرت تدريباته نحو ستة أشهر، ليظهر بشكل جعل أنظار الملايين تتعلق بالشاشات انتظارًا لخروج 22 مومياء لأعظم ملوك الفراعنة في موكب تقدمه قائد معركة التحرير ضد الهكسوس الملك سقنن رع، ويضم ضمن مسيرته رمسيس الثاني صاحب أول معاهدة سلام مكتوبة في التاريخ، وأعظم قائد حربي عرفته البشرية حيث لا تزال خططه تدرس بالمعاهد والكليات الحربية حتى وقتنا الحاضر.
«الوطن» عايشت لحظات التحضير الأخيرة التي سبقت الموكب، وما تبعها من احتفالات مزجت الفرحة بالفخر والوطنية والاحتفال لنحو 400 طالب من طلاب كلية التربية الرياضية بحلوان كانوا جزءً من الحدث.
وقال إسلام محمد، أحد المشاركين في الحدث «أشعر بفخر ما بعده فخر، ولم أكن أتخيل يومًا أن أكون جزءً من تاريخ يُكتب بمشاركتي في هذا الحدث الضخم الذي توجه حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وسأحكي لأولادي وأحفادي يومًا أنني كنت هذا الحدث الذي لم ولن يتكرر».
وأضاف «ارتديت الملابس الفرعونية، وكنت في مقدمة الصفوف خلف عربة حربية صُممت لتحاكي تلك التي كان الملوك يخوضون بها الحروب، وينتصرون ويصنعون بها مجد مصر العظيمة».
وتابعت منى أحمد، إحدى المشاركات في إزاحة الستار عن المسلة بالتحرير، «أنا طالبة بكلية الآداب، قسم التاريخ، ومن ثم فأنا أعي تمامًا قيمة هذا الحدث، وكانت فرحتي غامرة باختياري لأكون جزءً منه، حيث قمنا بالاصطفاف حول المسلة في ملابس فرعونية ملائكية، لتنطلق حولنا المشاعل والأضواء، إيذانًا بافتتاح المسلة والكباش الأربعة، ودارت حولنا عربات الموكب لتودع ميدان التحرير ومقرها بالمتحف المصري الذي ظلت فيه عشرات السنين».
وعن الاستعدات التي سبقت الحدث، قال محمد يحيى، أحد المشاركين، «منذ صباح السبت، وتحديدًا العاشرة صباحًا، تواجدنا في المنطقة الملحقة بالمتحف المصري، حيث تم إعداد منطقة مخصصة لنا، وقمنا بإجراء آخر بروفة لنختتم بها عشرات البروفات التي سبقت الحدث، والتي كانت تمتد للساعات الأولى من الصباح، وبرغم تعبنا إلا أن مجهودنا كُلل بنجاح، فالموكب خروج بصورة تليق باسم مصر».
من جانبه، أكد الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن كل خطوة بالموكب كانت مدروسة بداية من اختيار اللون الأزرق الذي يشير للسماء، والذهبي للآله آمون معبود الشمس الذهبي.
وتابع «وزيري»، حتى الأبواب الاثنتا عشر التي خرج منها الموكب عبر مسيرته هي رمز لدى المصري القديم، الذي كان يعتقد أن الروح تخرج على 12 مرحلة.
وقال «وزيري»، إنه تم اختيار الموعد ليكون في مساء السبت بعد غروب الشمس، ليعبر عن فلسفة المصري القديم الذي كان يرى أن الغروب رمز للعالم الآخر، وكان يدفن موتاه حيث تغرب الشمس، وأعاد الموكب المشهد بشكل اقشعرت له الأبدان وكان شيئًا مشرفًا للغاية.
وأضاف، «ما جعلنا نتشرف أكثر هو متابعة الرئيس عبدالفتاح السيسي للموكب منذ الاستعدادات، وحضوره فعاليات الحفل».
وذكر الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، «العالم مندهش أننا استطعنا إخراج هذا الحدث بهذا الشكل الأكثر من رائع، وكل اختيارات الفنانين والفنانات بعثت رسالة وكل منهم كان في مكانه، حتى الغناء والذي ظن البعض أنه أوبرالي كان باللغة المصرية القديمة لمقتطفات من ترانيم إيزيس في معبد دير الشلويط، ونصوص الأهرام، وكل ذلك رُوجع بواسطة أساتذة للغة المصرية القديمة».
وأضاف «كان حلمًا منذ زمن أن يتم تاليف أوبرا باللغة المصرية القديمة، لتكون المقطوعة التي راجعها أحد أبناء الوزارة الأثري ميسرة عبد الرحمن في مشهد رهيب، وكأن الملوك يعبرون الطريق تصحبهم ترانيم وصلوات الآلهة، وكأننا عدنا عبر الزمن».
من جانبها، قالت صباح عبدالرازق، مدير المتحف المصري بالتحرير، إن العمل في نقل المومياوات استمر حتى اللحظات الأخيرة قبل انطلاق الموكب، من خلال مجموعة ضخمة من المرممين والأثريين الذين تواجدوا بالمتحف المصري ومتحف الحضارة، حيث قاموا بتسليم وتسلم المومياوات بشكل رسمي في عمل متواصل امتد لـ12 ساعة، وسبق ذلك ملحمة كان يبيت فيها المرممون بالمتحف لترميم المومياوات.
وأضافت أن المتحف المصري ظهر في أروع صورة: «لدينا أعظم آثار لملوك المومياوات الـ22، وسنحتفظ بالقطع الأثرية المهمة التي تعبر عن التاريخ المصري القديم، بدءًا من عصور ما قبل التاريخ حتى نهاية العصور الفرعونية».