المبادرة تنقذ أطفال المنيا بمدارس جديدة: «هنعرف نعلّم أولادنا»

المبادرة تنقذ أطفال المنيا بمدارس جديدة: «هنعرف نعلّم أولادنا»

المبادرة تنقذ أطفال المنيا بمدارس جديدة: «هنعرف نعلّم أولادنا»

مشروعات كثيرة انطلقت ضمن مبادرة «حياة كريمة» لتطوير الريف داخل قرى ومراكز محافظة المنيا، كان من بينها بناء وتطوير الأبنية التعليمية التى طال انتظارها من أهالى هذه القرى على مدار سنوات طويلة، والتى كان غيابها سبباً فى زيادة نسبة التسرّب من التعليم فى مراحله المختلفة، الأمر الذى استقبله المواطنون بفرحة كبيرة كلها أمل فى تحسين جودة التعليم داخل قراهم بعدما حُرموا من ذلك لعقود طويلة، واختصار المسافات بين محل سكنهم والمدارس التى يلتحق بها أطفالهم.

وفى مركز ملوى كانت تعيش قرية «نجع التل» معاناة كبيرة، لعدم وجود مدارس بالقرية الأمر الذى أرّق الآباء والأبناء لسنوات طويلة، بسبب ضرورة التنقل والذهاب إلى قرية الشيخ عبادة التابعة للمركز نفسه، أو قرية شيبه، وكلتا القريتين تبعد عن نجع التل ما يزيد على 10 كيلومترات، وهو ما كان يزيد صعوبة الوصول إلى تلك المدارس.

فى البداية، يقول خليل إبراهيم سالم، أحد أبناء القرية، إن الأطفال كانوا يذهبون إلى المدرسة سيراً على الأقدام فى رحلة ذهاب وعودة يومية: «ولادى كانوا بيروحوا مدارس شيبه، ودى بعيدة عن هنا حوالى 11 كيلو، فقررنا نجمع فلوس من بعض ونشترى حتة أرض نبنى عليها مدرسة للقرية، وفعلاً نجحنا فى جمع الفلوس، الكلام ده من 4 سنين، لكن كنا فشلنا فى الحصول على تصريح بناء».

فشل أبناء القرية فى بناء المدرسة بعد رحلة معاناة استمرت 4 سنوات، وفروا خلالها قطعة أرض وخصصوها للمدرسة، إلا أن قرار البناء لم يصدر طوال هذه السنوات، قبل أن تتولى مبادرة حياة كريمة عملية البناء: «مبادرة الريس كانت السبب الأساسى فى بناء المدرسة فى أقل من 3 شهور، وده كان حلم مستحيل يتحقق».

حدّد أبناء القرية مدة 7 سنوات للانتهاء من الحصول على التصريحات الخاصة ببناء المدرسة، قبل أن تتولى «حياة كريمة» تنفيذ المشروع، مما أشعرهم بأن الدولة تهتم كثيراً بهم، على حد تعبير «خليل»: «ماكناش نحلم أن المدرسة تتعمل بسرعة كده، معقول العيال مش هتمشى تانى علشان تروح المدرسة، ولا فيه حوادث هتحصل تانى، ولا العيال تتعور».

يحكى «خليل» معاناة الأطفال عند الذهاب إلى المدرسة التى كان يعمل بها بقرية شيبه، ويقول إن الطالب كان لزاماً عليه أن يستيقظ قبل موعد المدرسة الرسمى بنحو 3 ساعات كاملة على الأقل حتى يصل إلى المدرسة، حيث يسير على قدميه فى طرق وعرة وصعبة، حتى يصعد قمة جبل قرية شيبه، حيث توجد المدرسة أعلى الجبل: «كان يصحى ويفضل شايل شنطته فوق ضهره، المسافة دى كلها، على رجليه، وفى الشتا كان الوضع بيكون صعب جداً، لأن الطريق مش ممهد، والعيال كانت بتمشى مسافة كبيرة علشان توصل للمدرسة، وكان فيه ناس كتير، بترفض تعلّم بناتها علشان بيخافوا عليهم من الطريق»، مشيراً إلى أن حلم إنشاء المدرسة تحقّق بعد أعوام من التمنّى، وحتى الآن أبناء القرية لم يصدّقوا أن الحلم أصبح حقيقة وأن المبادرة كفلت لهم ولصغارهم سهولة التعليم.

وفى قرية جرّيس التابعة لمركز أبوقرقاص بمحافظة المنيا، لم يختلف الأمر كثيراً، حيث يقول أيمن عنتر عبدالمحسن، صاحب الـ38 عاماً، وأحد سكان القرية، إن قريته كانت شبه معدمة من الخدمات على مر سنوات طويلة مضت، وكانت قلة المدارس وارتفاع الكثافة بالموجود منها إحدى أهم هذه المشكلات، مما ترتب عليه المزيد من الأزمات فى ما بعد: «كان عندنا مشكلة هنا فى المدرسة الابتدائية إنها كانت مزدحمة زيادة عن اللزوم، لدرجة إن فيه ناس كتير إما نقلت ولادها مدارس خاصة أو قعّدوا ولادهم من التعليم بالنسبة لغير المقتدرين مادياً».

ويضيف «أيمن»: «ربنا كرمنا و(حياة كريمة) كان ليها دور فى حل أزمة المدارس فى القرية من خلال تطوير بعضها وبناء أجنحة إضافية فى مدارس تانية أنشئت فى وقت قياسى جداً، وغالباً هتكون جاهزة للتيرم الثانى، ده غير بناء مدرسة ثانوى ضمن المبادرة خلال الفترة الجاية، واللى كان من أهم المشروعات اللى أدرجت ضمن (حياة كريمة) فى القرية، لأن كل الطلاب فى المرحلة الثانوية هنا بيروحوا المدينة ومعظمهم مابيلحقش لا دراسة ولا دروس، لأن المدرسة بتبعد عننا حوالى 20 كيلومتر وده كان مسبب أزمة كبيرة جداً للطلاب فى المرحلة دى فى القرية».

لدى «أيمن» 4 أطفال، منهم 3 فى مراحل تعليمية مختلفة، الأمر الذى يراه سيعود عليه وعلى أسرته بالنفع بصورة مباشرة، معبراً عن ذلك بقوله: «حل أزمة المدارس هنا هيساعد أولادى فى إنهم يتعلموا بشكل أفضل».

يقول جارحى السيد محمد، رئيس الوحدة المحلية لقرية جريس التابعة لمركز أبوقرقاص بمحافظة المنيا: «القرية تشمل 5 قرى و17 تابعاً ونجعاً وعزبة، وكانت محرومة من الكثير من الخدمات، وبفضل الله تعالى ستدخل الكثير من هذه الخدمات إليها بالمبادرة، وعلى رأس هذه الخدمات الصرف الصحى، لأن الأهالى كانوا يعانون بشكل كبير بسبب عدم وجود صرف، مما يؤدى إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية، ومن ثم رشح فى البيوت ورطوبة وأمراض كثيرة، وأيضاً إدراج مراكز الشباب ضمن التطوير، إضافة إلى تطوير وإحلال وتجديد بعض الوحدات البيطرية والجمعيات الزراعية لخدمة الفلاحين، هذا إلى جانب واحد من أهم المشروعات المتمثّلة فى تطوير وبناء بعض المدارس.

«خليل»: «معقول العيال مش هتمشى تانى علشان تروح المدرسة؟!».. و«أيمن»: «حلت أزمة المدارس بالقرية».. و«السيد»: «كل الأهالى سعداء وحاسين كأنهم فى حلم»

 


مواضيع متعلقة