أحد أقارب البابا الراحل: «كيرلس» حفظ «إنجيل يوحنا» على يد شيخ أزهري

كتب: مصطفى رحومة وماريان سعيد

أحد أقارب البابا الراحل: «كيرلس» حفظ «إنجيل يوحنا» على يد شيخ أزهري

أحد أقارب البابا الراحل: «كيرلس» حفظ «إنجيل يوحنا» على يد شيخ أزهري

«مينا فرج» هو أحد أفراد أسرة البابا الراحل كيرلس السادس، البطريرك الـ116 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهو من مواليد محافظة الإسكندرية عام 1979م، التقته «الوطن» ضمن آخرين من أسرة البطريرك الراحل الذى يمر اليوبيل الذهبى هذه الأيام لوفاته، ليفتح خزينة أسرار الأسرة عن البطريرك الذى لُقِّب بـ«بابا الصلاة» لدى الأقباط الأرثوذكس.. وإلى نص الحوار.

حدثنا عن أسرة البابا كيرلس؟

- البابا كيرلس السادس اسمه العلمانى «عازر يوسف عطا» وهو من مواليد 1902، وفى 1906 تم إلحاقه شماساً فى كنيسة الملاك ميخائيل بدمنهور، ووالدته هى «إستر» الزوجة الأولى لوالده يوسف عطا، الذى أنجب منها ثلاثة أبناء، هم: «حنا، وعازر، وفيما بعد القمص ميخائيل»، ولوالده زيجات أخرى أنجب منها بنات.

و«عازر» كان محباً جداً للكنيسة، وكان يتولى رعايته أخوه الأكبر «حنا»، وفى عام 1907 ألحقه والده بكتاتيب شيخ أزهرى كبير جداً وقتها فى منطقة أبوحمص، يُدعى الشيخ أحمد عبدالعظيم غلوش، لأنه لم يكن وقتها هناك مدارس للأقباط أو مدارس الأحد، وأسند له تعليم «عازر» الحساب واللغة العربية والقراءة، وأضاف عليها بعد ذلك حفظ إنجيل «يوحنا» عن طريق مخطوطة قديمة خاصة بأبيه المعلم يوسف، وخطها «عطا سعد زكا»، وهى موجودة حالياً فى كنيسة عزبة البراموس بطوخ.

حصل على إعفاء من الخدمة العسكرية بسبب «قصر النظر»

وأكمل البابا كيرلس السادس دراسته، حيث التحق بالابتدائية قبل أن ينتقل بعد ذلك مع أسرته لضواحى الإسكندرية، وسكنت العائلة فى منطقة كرموز، وحصل على شهادة التوجيهية عام 1921، وحصل على إعفاء من الخدمة العسكرية بسبب «قصر النظر»، واشتغل بعد ذلك بشركة إنجليزية تسمى «توماس كوك للسياحة»، وعمل فترة فى قسم المبيعات بالشركة، وفتح موضوع الرهبنة مع أسرته لأول مرة عام 1924، ولكن الأسرة رفضت، وتغاضى هو عن ذلك، وتعرّف بعد ذلك على صديق فى الإسكندرية، وهو أحد الوعاظ المشهورين بالكنيسة فى الإسكندرية وأحد أصدقاء القديس «حبيب جرجس» مؤسس مدارس الأحد، يُدعى «حنا بك إسكندر»، وكان لديه جمعية اسمها «الخلاص» فى منطقة محرم بك، وكان «عازر» مداوماً على زيارته باستمرار والتتلمذ على يديه.

مينا فرج: «بابا الصلاة» عمل فى شبابه فى شركة سياحة ومستخلصاً جمركياً لشركة ملاحة 

وانتقل «عازر» من شركة «توماس كوك للسياحة» إلى شركة كبيرة جداً فى الملاحة البحرية بالإسكندرية هى «كوك شيبينج للملاحة»، مملوكة لأجانب من إنجلترا وأستراليا، واشتغل مستخلص جمارك، وكان مرتبه أكثر من 8 جنيات و720 مليماً، وهو مبلغ كبير وقتها.

وما كواليس رهبنته؟

- فى 1927 فتح «عازر» موضوع الرهبنة مع أسرته من جديد، ولاقى رفضاً، ولكنه كان مصراً على تلك الخطوة، وقدم استقالته من عمله، وتم تعنيفه فى البيت على ذلك، وتدخّل القمص يوحنا، أب اعترافه وراعى الكنيسة المرقسية، لإقناع والده «يوسف» برهبنة ابنه، ورتّب له لقاء مع الأنبا يوأنس مطران المنوفية والغربية فى ذلك الوقت فى عهد البابا كيرلس الخامس، حتى استطاع أن يحصل على موافقة والده وأخيه الكبير على رهبنته، وترهبن فى دير البراموس بوادى النطرون، وسيم فى 17 أمشير الموافق 24 فبراير 1928 باسم الراهب مينا البراموسى، وكان السنكسار فى هذا اليوم يحكى قصة «أنبا مينا الراهب» فأخذ اسمه، وفى يوم الأحد 18 يوليو سنة 1931 رسم قساً باسم القس مينا البراموسى ثم درس بعض الوقت فى كلية الرهبان اللاهوتية بحلوان، ولما سمع بنبأ ترشيح البابا يؤانس التاسع عشر البطريرك الـ113 للكنيسة له ليكون أسقفاً هرب إلى دير القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين بسوهاج، ولما عاد بأمر البطريرك كاشفه برغبته فى الوحدة فصرّح له بتحقيق رغبته تحت إرشاد شيخ الرهبان، والتقى «عازر» مع القمص عبدالمسيح المسعودى وتوحد فى مغارة تبعد عن الدير مسافة ساعة سيراً على الأقدام.

ماذا عن فترة رئاسته لدير الأنبا صموئيل المعترف «القلمونى»؟

- فى سنة 1941 أُسندت إليه رئاسة دير الأنبا صموئيل المعترف (القلمونى) فى جبل القلمون بمغاغة، فعمّره وجدّد كنيسته وشيّد قلالى الرهبان، وتتلمذ على يديه نخبة من الرهبان الأفاضل.

وفى سنة 1947 انتقل إلى مصر القديمة، حيث بنى كنيسة القديس مارمينا بالنذور القليلة التى كانت تصله، وكان يقوم بالبناء بنفسه مع العمال، وقد تتلمذ على يديه نخبة من الرهبان الأتقياء، وفى سنة 1949 ألحق بالكنيسة منزلاً لإيواء الطلبة المغتربين.

ما المميز فى فترة بطريركية البابا كيرلس السادس؟

- بعد نياحة البابا يوساب تولى الأنبا أثناسيوس القائمقام، وكان ذا مسئولية، حتى تم ترشيح مجموعة من الشباب، ما تسبب فى حالة اعتراض نظراً لصغر سنهم، وصدرت لائحة 1957 التى نصت على ألا يقل سن المترشح للبطريركية عن 40 سنة، وقضى 15 سنة فى الرهبنة، ثم أُجّلت الانتخابات مرة أخرى لدخول مصر مرحلة الوحدة، وصولاً لصباح يوم الأحد 10 مايو 1959م، حين رُسم البابا كيرلس السادس بطريركاً للكرازة المرقسية.

لماذا تغير اسم رهبنته؟

- كان من المقرر أن يكون البابا مينا الثالث، لكنه رأى رؤيا للبابا كيرلس الخامس يباركه، فأراد أن يغير اسم الرهبنة ويأخذ اسم البابا كيرلس ليصبح البابا كيرلس السادس.

حدثنا عن كتابك.

- كتاب اليوبيل الذهبى لنياحة القديس البابا كيرلس السادس تم إعداده فى 4 سنوات لرغبتى فى نشر كل ما هو جديد لنا جميعاً.

وبالفعل انتظرت العيد الخمسين لإصداره هدية متواضعة باسم البابا كيرلس للشعب المصرى عامة ولشعب الكنيسة القبطية خاصة.

قديس عظيم

أرى دائماً البابا كيرلس السادس قديساً عظيماً جداً له بركة عظيمة بالأسرة، ولكن أنا شخصياً أرى القديس البابا كيرلس السادس مانح بركات وبركة للكنيسة القبطية كلها، ونادراً ما أنسب نفسى له بالجسد لأننى لا أستحق هذه البركة الكبيرة، ونفتخر كأسرة بأننا ننتسب بالجسد للقديس البابا كيرلس، لكن البركة والفرحة الأكبر أنه منتسب للكنيسة ويكون شفيعاً لنا جميعاً، وأعلّم أولادى الحفاظ على تراث الكنيسة الضائع وحثهم على عدم بيع أى من تلك المقتنيات فى المستقبل، فهى أمانة نتوارثها من جيل إلى جيل.


مواضيع متعلقة