كواليس يوم رسامة البابا كيرلس السادس للبطريركية: لم أصدق فرّاش الكنيسة

كتب: ماريان سعيد

كواليس يوم رسامة البابا كيرلس السادس للبطريركية: لم أصدق فرّاش الكنيسة

كواليس يوم رسامة البابا كيرلس السادس للبطريركية: لم أصدق فرّاش الكنيسة

«لم أصدق فرّاش الكنيسة حين طرق بابي مساء يوم 10 مايو 1959 للنزول لرفع بخور عشية مع البطرك الجديد» كان تعبير الدكتور يوسف منصور الشماس وصديق أسرة البابا كيرلس السادس، حيث إنَّه بعد ساعات قليلة من رسامة البابا كيرلس وجد فراش الكنيسة يطرق بابه ويطلب منه النزرل للصلاة مع البطريرك الجديد لرفع بخور عشية وهو الطقس غير المعتاد في الكنيسة أنذاك حيث كانت الكنائس لا تقيم القداسات بشكل يومي حينها.

البابا كيرلس الرجل الطقسي

الرجل الطقسي الذي حافظ على طقس الكنيسة راهبًا استمر في ذلك حتى يوم نياحته ولم يتوقف عن الطقس الكنسي حتى في اليوم الأكبر من حديث الأحداث في حياته وهو يوم رسامته بطريركا للكرازة المرقسية، فكان البابا كيرلس السادس هو أول يهتم بأقامة صلوات وقداسات يومية في الكنيسة إيمانا بأهمية الصلاة، ولعل الدليل الأبرز كان يوم رسامته.

عازر ميخائيل ابن الشقيق الأصغر للبابا كيرلس السادس يحكي لـ«الوطن» عن يوم رسامة «عمه» بطريرك فيعود ليوم 9 مايو لعام 1959 حين رجع الراهب مينا البراموسي، اسمه قبل الرسامة بطريرك، من زيارة الأديرة مثل المعتاد ورجع الكاتدرائية في تمام الساعة 7 مساء ليبدأ رفع بخور عشية، وهو ما أثار استغراب الحاضرين حيث إنه من المقرر رسامته صبيحة اليوم التالي، فكان بالأولى له الراحة لكنه قام بجولته العادية على الأديرة ثم هم لصلاة العشية وحين طلبوا منه الراحة رفض وصمم على رفع بخور عشية بالكنيسة.

صلى باكر وعشية في يوم رسامته

يتابع «عازر» الذي ينقل القصة عن يوسف منصور صديق العائلة، أنه في الصباح الباكر ليوم 10 مايو كان أول الحضور لرفع بخور باكر استعدادا للقداس الذي بكى فيه بعد رسامته بطريك وخليفة للقديس مار مرقس الرسولي كاروز الديار المصرية، أما الأغرب كان بعد قداس الرسامة الذي كان يوما مرهقا على الجميع لكنه لم يتوقف عن الصلاة ونزل في نفس اليوم مساء لإقامة بخور عشية وهنا يحكي الدكتور يوسف منصور صديق العائلة عن الموقف، حيث أن بعد رسامته بساعات قليلة وجدوا البطريرك يبحث عن مفتاح الكنيسة لعمل عشية ولم يكن هناك شماس أو معلم.

حينها ذهب فراش الكنيسة إلى منزل الدكتور يوسف منصور والمعلم فاهيم ليصلوا مع البطريرك الجديد صلاة عشية وحينها لم يصدق يوسف لكنه نزل ليجد البطرك يقرأ المزامير ليبدأ العشية ما يعد دليلا على أن حياة البابا كيرلس السادس لم تتغير بعد ترسيمه حتى أنه احتفظ بهذا المنوال طوال فترة البطريركية، حتى أنه كان يفرح بالشماسمة حتى الأطفال وكان يورزع عليهم المردادتويجمعهم لفطروا وياكلون بعد القداس.


مواضيع متعلقة