مريد البرغوثي يجتمع بمحبوته بعد 7 أعوام فراق: «لا وحشة في قبر رضوى»

كتب: رضوى هاشم

مريد البرغوثي يجتمع بمحبوته بعد 7 أعوام فراق: «لا وحشة في قبر رضوى»

مريد البرغوثي يجتمع بمحبوته بعد 7 أعوام فراق: «لا وحشة في قبر رضوى»

بعد 7 أعوام من الفراق، رحل الشاعر والأديب الفلسطيني مريد البرغوثي ليلحق بمحبوبته ورفيقة دربه رضوى عاشور، ويجتمعا بعيدا عن دنيا شتتهم وأرادت لهما البعد لـ17 عاما بعدما منع دخوله لمصر في العام 1977، لموقفه الرافض للرئيس الأسبق أنور السادات من اتفاقيات السلام، حيث رحل تاركا شعره وأدبه ليتوقف قلمة عن البوح وتسقط ورقة جديدة من أوراق شجرة المبدعين الراحلين عن دنيانا.

ولد البرغوثي في قرية دير غسانة قرب رام الله بالضفة الغربية، وتلقى تعليمه في مدرسة رام الله الثانوية، قبل أن يغادرها إلى مصر في العام 1963، وهي الرحلة التي قدّر لها أن تكون ذهابا دون عودة لنحو 30 عاما.

التحق مريد بجامعة القاهرة، وتخرج في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب عام 1967، وهو العام الذي احتلت فيه إسرائيل الضفة الغربية ومنعت الفلسطينيين الذين تصادف وجودهم خارج البلاد من العودة إليها، ولم يتمكن من العودة إلى مدينته رام الله إلا بعد ذلك بـ30 عاما من التنقل بين المنافي العربية والأوروبية، وهي التجربة التي صاغها في سيرته الروائية «رأيت رام الله» والتي حصل عنها على جائزة نجيب محفوظ عام 1997.

له 12 ديوانا شعريا، أشهرها «فلسطيني في الشمس» الصادر عام 1974 و«طال الشتات» 1987 و«زهر الرمان» مطلع العقد الأول من القرن الحالي، بخلاف كتابين نثريين وهما «رأيت رام الله»، و«ولدت هناك، ولدت هنا»، وأول دواوينه كان «الطوفان وإعادة التكوين» في العام 1972، وآخرها «أستيقظ كي ترى الحلم» عام 2018.

رحل مريد البرغوثي ليترك ساحة الشعر الفلسطيني خاوية، فلا يوجد من يملأ فراغ تركه ومواطنه محمود درويش، ليصبح أدب المقاومة يتيما، فلا رصاص كلام يطلق ولا كتب تدون.

ورحل في غربة ثالثة ليوارى الثرى في العاصمة الأردنية عمان، التي عاش بها في سنواته الأخيرة، حيث توجد مدافن الأسرة، ليرافق شريكة دربه الروائية والناقدة الراحلة رضوى عاشور، وتتحقق نبوءتها ولا تصبح وحيدة، ويكون حقا «لا وحشة في قبر رضوى».


مواضيع متعلقة