يطلع من نقرة لدحديرة ومن شغل لشغل.. «جهاد» شيف بيتزا وطبال وبتاع جري

يطلع من نقرة لدحديرة ومن شغل لشغل.. «جهاد» شيف بيتزا وطبال وبتاع جري
رحلة كفاح بدأت منذ الصغر تخللها الكثير من المعافرة والإرهاق والتعب.. لم يعش جهاد عادل، طفولة عادية كلها لعب بل بدأ صغيرا مشواره العملي.
«أبويا كان صنايعي مبيض محارة وموظف في السكة الحديد، نزلت الشغل معاه وأنا لسة صغير، كنت بشيل أسمنت ورمل، مدلعتش زي اللي كانوا في سني بس برضه الفترة ديه خليتني أطلع ناشف ومسئول».. قالها «جهاد»، 37 عاما، من مواليد الإسكندرية، حاصل على دبلوم صنايع قسم تركيبات ميكانيكية.
يكمل مشواره: «في وقت من الأوقات أبويا الله يرحمه كان شغال مع واحد مليونير وطبعا كنت بتعامل معاه وده خلاني أشوف دنيا مختلفة وأتعامل مع أجانب كتير ونتج عن ده تغير تام في شخصيتي، كبرت واشتغلت في فندق المحروسة وديه كانت نقطة انطلاق في حياتي، اتعلمت كل حاجة في المجال ده من سيرفيس وخدمات فندقية ومن فضل ربنا اني اتعلمت بسرعة وبقيت مميز في الفندق».
لأن ظروف الحياة معقدة ولا تسير على وتيرة واحدة، اضطر «جهاد» إلي التخلي عن حلمه في الالتحاق بمعهد فني ولا الالتحاق بكلية الهندسة نتيجة ظروف عائلته المادية: «كان لازم أنزل أشتغل وأساعد في البيت وأصرف على أمي وأخواتي البنات، اشتغلت ديليفري في مطاعم ومساعد شيف وكاشير، اشتغلت في مجالات كتير لحد ما جاتلي فرصة أطلع شغل في شرم الشيخ و مكنش معايا مليم في جيبي بس أمي الله يرحمها سندي وضهري دفعت لي حق السوبر جت، سافرت ونمت أول يومين هناك في الشارع لأن الشغل اللي كنت رايح له طلع كدبة».
عاد «جهاد» إلى الإسكندرية وعاش مع والدته فترة مرضها حتى توفيت عام 2010 لتؤثر وفاة والدته على نفسيته محاولا بعدها العمل في مجالات أخرى مجاهدا ظروف حياته: «اشتغلت حاجات كتير ودوست في مجالات أكتر وبعد فترة اللخبطة ديه فوقت لنفسي وبطلت تدخين ورجعت لممارسة الرياضة وبقيت مدرب فتنس وجري هواة على البحر لمدة خمس سنين جنب شغلي مدير داتا في إحدى شركات الاتصالات، بس للأسف الدنيا لطشت معايا تاني، سبت الشغل ده وبعد فترة أخدت كورس بحري في الأكاديمية البحرية واشتغلت على يخوت سياحية في شرم الشيخ لحد وقت حادثة الطائرة الروسية اللي كانت سبب في ان وأنا ناس كتير سبنا شغلنا».
لم ييأس رغم تركه لعمله ووفاة والده وحدوث خلافات مع أخته الكبيرة بسبب الوصاية على أخته الصغيرة: «قعدت فترة في البيت بسبب مرض أبويا وبعد وفاته رجعت تاني ادور على شغل، اشتغلت كابتن سائق سيارة في إحدى شركات النقل الخاص، وفي يوم كنت قاعد مع واحد صاحبي شغال دي جي في الأفراح والحفلات ولقاني بعرف أطبل فعرض عليا نعمل دويتو هو بالدي جي وأنا بالطبلة بس مشتغلتش معاه لأنه مكانش جد اوي في عرضه، دورت في المجال ده على ناس تانية أشتغل معاهم وابتديت أتعرف من الناس وكنت مميز الحمد لله وجالي شغل كتير وده كان بجانب شغلي كابتن على عربية».
كورونا يؤثر على «جهاد»
جاء وباء كورونا ليؤثر على عمل «جهاد» مرة أخرى: «أثرت الكورونا على شغلي واضطريت أنزل أشتغل في سوبر ماركت ثم شيف في مطعم وبقيت شيف بيتزا ايطالي محترف وشيف أكل أميركي غير بقى دخولي في مجال الفن، شاركت في كذا حاجة فنية ما بين اعلانات ومقاطع مسلسلات».
يهوى «جهاد» الجري والسباحة وركوب الدراجات: «شاركت في كذا ماراثون سباقات جري وحصلت منهم على مراكز وشهادات تقديرية وميداليات».
لم يتزوج حتى الآن نتيجة ظروفه المادية ومسئوليته عن أخته: «أغلب البنات اللي اتقدمت لهم طلباتهم كتير ومش عايزين أختي تعيش معايا بعد الجواز فكنت برفض لأنها أهم حاجة عندي والحمد لله احنا بنساعد بعض في ترتيب البيت والحياة ماشية كويس وكله فضل ونعمة من ربنا».