«ماركوس يا مدرسة».. شيف سويسري يعلم المصريين سر «طعامة أكلهم»

«ماركوس يا مدرسة».. شيف سويسري يعلم المصريين سر «طعامة أكلهم»
يقف داخل مطبخه وحوله تلاميذه، رائحة الطعام المصري الأصيل تفوح من بين أوانيه، والنيران الهادئة تسوي المأكولات الشعبية التي يعشقها البسطاء، الأعين تتجه إلى كل حركة ينفذها بيده والمقادير التي يضعها خلال إعداده الطعام، الكل يرغب في تعلم فنون الطعام «المصري» من معلمه «السويسري» الذي برع فيه ورغب في أن ينقل خبراته إلى تلاميذ آخرين ليستكملوا مسيرة الطعام بشكل أكثر تطورا.
الطباخ السويسري ماركوس إيتن اتخذ من مطعمه في محافظة الفيوم مقرا لتعليم الشباب المصري الراغب في تعلم فنون طهي الطعام المصري، رغبته منه في أن يورث ما تعلمه طوال حياته وتجربته في مصر إلى شباب آخر يستكملون مسيرته ويحققون نجاحا أكبر.
ماركوس: عملت في مدن مصرية واتجهت للفيوم حيث الهدوء لتعليم الطهي
قبل 27 عاما بدأت رحلة «ماركوس» مع مصر، حينما أتي إليها للعمل طباخا في أحد فنادقها الشهيرة، طول تلك الفترة انتقل للعمل في محافظات مختلفة من بينها شرم الشيخ والغردقة والجونة، «كان العمل يسير بشكل جيد وأحببت مصر وشعبها كثير وقررت الاستقرار بها».
صخب القاهرة كان دافعا له، للبحث عن مكان هادئ ينفذ فيه مشروعه ليجد ضالته في قرية تونس بالفيوم، حيث الطبيعة الخلابة الساحرة، وقرر أن يبدأ فيها مشروعه بإنشاء مدرسة لتعليم فنون طهي الطعام، «تعلمت طبخ الطعام المصري على أيد الكثير من الطهاة المصريين الذين ساعدوني كثيرا في عملي»، حيث واجه في بدايته صعوبات عديدة لتعلم الطعام المصري من بينها عدم تواجد أماكن معتمدة كذلك أن جميع كتب الطهي باللغة العربية.
الطباخ السويسري: أعلم مهارات استخدام السكين وبعض الأكلات مثل الكشري والفتة
مهارات عديدة يعلمها الطباخ البالغ من العمر 56 عاما لتلاميذه المصريين، تبدأ بمهارات استخدام السكين والتعامل مع أدوات المحترفين في المطاعم الكبرى وتنفيذ الأكلات المصرية بشكل أكثر احترافا، «نطبخ الكشري المصري وإعداد الفطير والفتة والمعجنات وغيرها بطرق الطباخين المحترفين بالإضافة إلى بعض الأكلات الغربية الشهيرة ومهارات أعداد الأطباق بشكل سليم».
شروط بسيطة وضعها «ماركوس» للانضمام لمدرسته لتعليم فنون الطهي من بينها إلا يتجوز سن الراغب في الانضمام أكثر من 30 عاما، وأن يتقن القراءة والكتابة، «الدورة عبارة عن 10 أسابيع، 3 أيام دراسة في الأسبوع، أحول فيها أن يحصل الدراس على أكبر قدر ممكن من المعلومات، ولكنه في البداية تعد أساسيات لأن الدراسة المتعمقة تحتاج لـ3 سنوات».
عشق «ماركوس» مصر فهي تمتلك طبيعة خلابة وكل مكان فيها له ميزة تختلف عن الأماكن الأخرى، «كمان أحببت الشعب المصري، فهو متدين وعلى خلق، ويمتلكون مهارات عديدة في كافة المجلات»، لذا يخطط استكمال حياته فيها ويكتفي بزيارة أقاربه وأصدقائه في سويسرا بين الحين والآخر.