أب وابنه مكفوفان يصطادان السمك من غير سنارة: الإيد بصيرة

كتب: مها طايع

أب وابنه مكفوفان يصطادان السمك من غير سنارة: الإيد بصيرة

أب وابنه مكفوفان يصطادان السمك من غير سنارة: الإيد بصيرة

حُرما من نور بصرهما، لكن نعمة بصيرتهما كانت المحرك والشعاع الذي يُضيئ طريقهما، إنه «الأب» ونجله المكفوفين، اللذان واجها إعقاتهما بممارسة هوايتهما المفضلة، كصيد السمك ولعب الدومينو، ففي صباح كل يوم يتكئ الثنائي على بعضهما وهما يتحسسان طريقهما إلى نهر النيل، ثم يغمران أيديهما في المياة لاصطياد أنواعٍ مختلفة من السمك باستخدام حاستهما فقط.

فؤاد محمد 50 عاما ونجله «محمود» البالغ من عمره 20 عاما، كفيفان من أبناء مركز كفر الدوار التابع لمحافظة البحيرة، هوايتهما الصيد ولعب الدومينو: «أبويا الله يرحمه هو اللي علمني الصيد ومن ساعتها بقيت بحبه جدا وبقى هوايتي وأنا اللي علمت محمود ابني الصيد لأنه من الهوايات الممزية جدا وبتعلم الصبر خصوصا ناس زي حالتنا غير مبصرين فالصبر ده هو رزقنا اللي بينور لنا طريقنا عشان كده متمسكين به»، بحسب «فؤاد».

ويمارس «فؤاد» ونجله صيد السمك طوال 30 عاما، حيث يخرجا في السادسة صباحا ولا يعودنا إلا مع غروب الشمس: «بنصطاد السمك بالتحسيس يعني نشمر البناطيل أنا ومحمود ابني وننزل المياه كده ونحسس على السمك وبقت مهارة عندنا والسمك مستحيل يهرب من تحت أيدينا خالص، لأننا شبه عايشين معاه بنعرف إزاي نمسكه وإمتى بالظبط ممكن نحط إيدينا على السمك ونقدر نمسكه كويس من غير أي صنارة ولا حتى عصاية» بحسب «فؤاد».

أقرأ أيضاً.. «السيد» يعيش كالخفاش.. «وحمة دموية» دمرت ملامح وجهه: مرضي نادر وبيخافوا مني   

ويتابع «فؤاد» بأنهما بعد أن يعودان من صيد الأسماك المختلفة، يقومان بتنظيف السمك وشويه وتقديمه إلى باقي أفراد أسرتهما: «بنساعد نفسنا بنفسنا في البيت وأنا متعود أساعد مراتي، ونفسي محمود حد يساعده عشان يعمل مشروع خاص به حتى لو يفتح كشك ويقعد يسترزق منه بدل ما هو قاعد في البيت».

ويختم الأب الكفيف حديثه بأن من هوايتهما أيضا اللعب معا والاستماع إلى الراديو. 


مواضيع متعلقة