جار السادات.. «الأسطى عبده» ميكانيكي كفيف «قلبه في الكبوت دليله»

كتب: إبراهيم الديهي

جار السادات.. «الأسطى عبده» ميكانيكي كفيف «قلبه في الكبوت دليله»

جار السادات.. «الأسطى عبده» ميكانيكي كفيف «قلبه في الكبوت دليله»

«الميكانيكي الكفيف» يقوم بتجربة عملية لقيادة سيارة ملاكي، بعد قيامه بإصلاحها في ورشته الصغيرة، في المنزل المقابل لمنزل الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بقرية ميت أبو الكوم في محافظة المنوفية، حيث تواجد بجواره أحد الشان لمساعدته في ركن السيارة، والتحرك بها ببراعة كبيرة بدون مشاكل، ليتبين أنه قام بإصلاح السيارة بشكل دقيق ومتمكن، وبدون حدوث أي مشاكل في السيارة.

«لا أجد صعوبه في العمل، لأنني بأحب الشغلانة دي من زمان، وعندي قوة إراده علشان أكمل، ولما باشتغل في العربية، بأحس إني شايف كل مسمار داخل المكنة وخارجها»، بهذه الكلمات بدأ «الأسطى عبده حجازي»، حديثة لـ«الوطن»، مؤكداً أنه بدأ العمل في الماضي كعامل في ورشة ميكانيكي وسائق أيضاً، ولكنه أحبت العمل كميكانيكي، وقال: «عندما بدأت الإصابة تزيد، فكرت أعمل مشروع خاص بي، وربنا وفقني بعد وقفة زوجتي معايا، وجبت عدة على قدي، وفتحت الورشة، والحمد لله على كل حال».

وأضاف أن «القصة بدأت من حوالي 15 سنة، ابتدا بصري يضعف واحدة واحدة، روحت كشفت عند دكتور، طلب مني نظارة عملتها، وذهبت للكشف مرة تانية، الدكتور قال لي عندك ضمور في العصب البصري، والنظر هيبدأ يضعف معاك بمرور الوقت، وقتها اتصدمت، وبالفعل دا اللي حصل، لحد ما بقيت كفيف».

صعوبة العمل ميكانيكي سيارات، التي قد يواجهها «الأسطى عبده»، ليست فقط في أن حرفته من الأعمال الشاقة، وإنما الأصعب من ذلك، هو كيفية إقناعه للزبائن بإصلاح سياراتهم في ورشته الصغيرة، التي تمثل مصدر رزقه الوحيد.

وعلى الرغم من فقدانه القدرة على الإبصار، قال إن «معظم الزباين كانوا بيجوا على أساس إني مش قاقد للنظر، ثم يتتفاجئون أثناء عملي بأنني لا أرى، أوقات بيكون في مفتاح أو مفك قدامي وأنا مش شايفه»، وتابع بقوله: «محدش بيشتكي من شغلي، علشان الناس متقولش في فرق بينك وبين ميكانيكي آخر»، مشيراً إلى أن الزبون قد يصيبه القلق في المرة الأولى، ولكن عندما يتبين له كفاءته في العمل والدقة، ولا يعاني أي مشاكل مع سيارته، يأتي إلى ورشته مرة أخرى.

واختتم «الأسطى عبده» حديثة لـ«الوطن» بقوله إنه متزوج، ولديه 3 أبناء، أكبرهم في الصف الثاني الابتدائي، ويعيش في منزل العائلة، برفقة إخوته الأربعة وأسرهم، وناشد وزير الإسكان مساعدته بتخصيص شقة له في أحد مشروعات الإسكان الاجتماعي، كما أشار إلى أن الورشة التي يعمل بها، قام باستئجارها من صاحب المنزل، مناشداً الدولة مساعدته في توفير مكان آخر لإقامة الورشة، نظرا للظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها، حفاظاً على أسرته وأبنائه.


مواضيع متعلقة