الشيخ راغب مصطفى غلوش.. 5 سنوات على وفاة أحد مشاهير قارئي القرآن

كتب: أحمد البهنساوى

الشيخ راغب مصطفى غلوش.. 5 سنوات على وفاة أحد مشاهير قارئي القرآن

الشيخ راغب مصطفى غلوش.. 5 سنوات على وفاة أحد مشاهير قارئي القرآن

من بين مسبحة قارئي القرآن الكريم في العالم العربي والإسلامي، تبرز حبة الشيخ الراحل راغب مصطفى غلوش، الذي تحل ذكرى وفاته الخامسة اليوم، 4 فبراير؛ إذ ولد في 5 يوليو 1938، في قرية برما التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية، وتوفي في مثل هذا اليوم عام 2016، وفي التقرير التالي نسلط الضوء عن بعض المعلومات المذكورة عن حياته.

بدأ شغف القارئ الراحل منذ طفولته على الرغم من رغبة والده في أن يلحقه باللتعليم الأساسي، ليكون موظفا كبيرا، لكن أحد الأقارب أشار عليه بأن يلحق ابنه بأحد الكتاتيب الكثيرة في القرية ليحفظ القرآن، وما أن وصل عمر الشيخ الطفل إلى 8 سنوات حتى ذاع صيته ليس فقط بين العامة، ولكن بين المحفظين للقرآن الكريم.

معقل العلماء

وعندما وصل قطار حياة الشيخ غلوش عند محطة الرابعة عشرة من عمره ذاع صيته بالقرى المجاورة، حتى وصل مدينة طنطا التي تسمى بأنها «معقل العلماء»، وتلقى دعوات كثيرة لإحياء ليالي شهر رمضان، لاسيما وأن محافظة الغربية وتحديدا مدينة طنطا التي نشأ فيها كان بها اثنين من عمالقة التلاوة، هما الشيخ «مصطفى إسماعيل، ومحمود خليل الحصري»، ما دفعه إلى الالتحاق بمعهد القراءات بالمسجد الأحمدي، وتوّلاه بالرعاية الشيخ إبراهيم الطبليهي.

يقول الشيخ راغب عن ما يمكن اعتباره منافسة بين مقرئي القرآن آنذاك: «وفقت لأن أجعل من وجود الشيخ مصطفى إسماعيل بمنطقتنا دافعا ومثلا أعلى، فحاولت تقليده وإتجهت إلى مدينة طنطا باحثا عن عالم قراءات فوجهني أحد المعارف إلى رجل بالمعهد الأحمدي اسمه المرحوم الشيخ: إبراهيم الطبليهي الذي علمني التجويد والأحكام السليمة، وقرأت عليه قراءة ورش وأهلني لأن أكون قارئا للقرآن كل يوم بالمسجد الأحمدي».

وما أن بلغ الثامنة عشرة حتى جاء موعد أداء الخدمة العسكرية التي كان يؤديها بمنطقة الدراسة بالقرب من مسجد الإمام الحسين، ووجد ضالته في تأخر الشيخ طه الفشني الذي كان يتولى الأذان في مسجد الحسين، فأذن بدلا عنه، وينسب للشيخ راغب قوله: «كان وقتها الشيخ مصطفى إسماعيل يضيف عبارة في آخر الأذان ويقول: الصلاة والسلام عليك يا نبي الرحمة يا ناشر الهدى يا سيدي يا رسول الله، فكنت أؤذن كما لو أن الشيخ مصطفى هو الذي يؤذن، كل ذلك وأنا مرتدي الزي العسكري الذي لفت أنظار الناس إليّ، وكان هذا في رمضان».

الإذاعة المصرية

ويعد مسجد الحسين محطة تعرف من خلالها على كبار المسؤولين بالدولة كما زامل مشاهير القراء بالإذاعة أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ محمود خليل الحصري وغيرهم، يقول: «وكان من بين رواد المسجد الحسيني الأستاذ محمد أمين حماد، مدير الإذاعة المصرية آنذاك فقال له الحاضرون يا أستاذ إعط راغب كارت حتى يتمكن من دخول الإذاعة لتقديم طلب الالتحاق كقارئ بالإذعة، وفعلا أعطاني الكارت وقال تقابلني غدا بمكتبي بمبنى الإذاعة بالشريفين»، ونجح في الاختبار.

وقد سافر الشيخ راغب إلى معظم دول العالم كل شهر رمضان على مدار 30 عاما متتالية، وأدى الآذان الشيعي بإيران، وله تسجيلا مرتلا يذاع بإذاعات دول الخليج العربي.

وظل يتلو قرآن الفجر مرة كل شهر بأشهر مساجد مصر على الهواء مباشرة بالإضافة إلى تلاوته يوم الجمعة والمناسبات الدينية، عبر موجات الإذاعة وشاشات التليفزيون، وتوفي بعد مرض نقل على إثره إلى أحد المستشفيات عن عمر يناهز 77 سنة.


مواضيع متعلقة