في ذكرى وفاته.. ابنة الشيخ الحصري تروي عن حياته: كان عطوفا على الجميع

في ذكرى وفاته.. ابنة الشيخ الحصري تروي عن حياته: كان عطوفا على الجميع
صوته يتسلل إلى قلوب مستمعيه قبل آذانهم، تجده في كل مكان حولك في الساعات الأولي من صباح أي يوم جديد، تجده يصدح في سرادقات العزاء، إنه الشيخ محمود خليل الحصري الملقب بـ"شيخ المقارئ المصرية".
40 عاما مرت على وفاته، حيث رحل الشيخ الحصري، الاثنين 24 نوفمبر 1980، وترك فراغًا مستمرا إلى اليوم، ولا يزال الشيخ "الحصري" حيا في كل مجلس، فصوته "المعلم" في آذان الأطفال يتلو آيات القرآن.
هو أول من سجل القرآن الكريم في العالم بـ 4 روايات بخلاف إجادته للروايات العشر، وأول من نادى بإنشاء نقابة للقراء، وصاحب فكرة المصحف المعلم، تحل اليوم ذكرى وفاته الأربعين، وُلد في غرة ذي الحجة سنة 1335 هـ الموافق 17 سبتمبر من عام 1917 في قرية شبرا النملة التابعة لطنطا بمحافظة الغربية، كان حريصا في أواخر أيامه على تشييد مسجد ومعهد ديني ومدرسة تحفيظ بمسقط رأسه قرية شبرا النملة، وأوصى في خاتمة حياته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحُفَّاظه، والإنفاق في كافة وجوه البر، وتوفي عن عمر ناهز 63 عاما، مساء الإثنين 16 محرم سنة 1401 هـ الموافق 24 نوفمبر 1980 بعد صلاة العشاء بعد أن امتدت رحلته مع كتاب الله الكريم ما يقرب من خمسة وخمسين عامًا.
ياسمين الحصري، ابنة الشيخ محمود الحصري، تروي لـ"الوطن"، بعض الملامح عن حياة والدها، الذي كانت تسمعه دائما ما يردد عبارة "أنا خادم للقرآن الكريم"، فقلبه تعلق بكتاب الله، ويتمعن في قراءة كل حرف ويحرص على إعطاء كل حرف حقه خلال التلاوة، مما دفعهم لتأسيس "محبي الشيخ الحصري" لخدمة أهل القرآن، ويجتمعون في ذكراه ويزورون قبره ويقرأون بعض الآيات الكريمة.
وأضافت ابنة الشيخ الحصري، أن والدها كان يحرص على تعليم الفتيات حتى استكمال الدراسة الجامعية، كما أنه كان يحرص على أن يدلل بناته أكثر من أبنائه الذكور، وكان عطوفا تجاه أطفاله في كل الأوقات.
وتابعت أن الشيخ الراحل كان يحرص على الذهاب إلى القرى البعيدة والنجوع ويمنح المسؤولين فيها مبالغ مالية بهدف فتح دور جديدة لتحفيظ القرآن الكريم، كما كان مخصصا جزءا في منزله لتحفيظ القرآن، لافتة إلى أن طوال حياتها لم ترَ في والدها خطأ.