حفيدة الحصري تتذكر مواقف من حياة جدها: حنين ومتواضع وفتح بيته للجميع

كتب: ماريان سعيد

حفيدة الحصري تتذكر مواقف من حياة جدها: حنين ومتواضع وفتح بيته للجميع

حفيدة الحصري تتذكر مواقف من حياة جدها: حنين ومتواضع وفتح بيته للجميع

40 عاما ولا يزال الشيخ محمود خليل الحصري حيا في كل مجلس، فصوته "المعلم" في آذانه الأطفال يتلو آيات القرآن، ولا تزال بصمته في حياة أحفاده حاضرة. 

فاطمة الحصري، ابنة الشيخ علي الحصري، وأول حفيدة تحمل لقب الحصري، من أحفاده، تتذكر جدها جيدا رغم رحيله منذ 40 عاما، وهي لا تزال في الصف الأول الثانوي، تقول: "تربينا على يده حفظ القرآن"، حيث أصر جدها على دخولها المعهد الأزهري وحفظها للقرآن.

"مكافآت وجوائز" كانت طريقة الشيخ محمود الحصري لتحفيز أحفاده على حفظ القرآن الكريم، فكان الشيخ الذي يطلق على نفسه "خادم القرآن"، يعوّد أحفاده على تدبره وأن يكون على لسانهم وفي قلوبهم، متابعة: "كان يعطي مكافآت فلوس لكل من حفظ سورة وكنا نتسابق للحصول على المكافآت حتى وجدنا نفسنا جميعا حافظون لكتاب الله".

"كان حنين جدا" هكذا تصف "فاطمة الحصري" الجانب الإنساني لجدها صاحب الهيبة النورانية في هيئته، فكان قلبه حنونا على الجميع: "أتذكر مرة شاهدني وأنا سأنام والمروحة عالية فجرى حينها للحجرة لغلقها خوفا من أن أصاب ببرد في قت معتدل فكان يعتنى بنا بشكل كبير ودائما ما يجمعنا على طاولة واحدة".

"التواضع" صفة الحصري التي لا تنساها حفيدته، والتي كانت درسا معاشا عاشته معه طوال سنوات، وتقول: "كان الشيخ الحصري رحمة الله عليه يجمعنا على مائدة واحدة وكان يصر على جلوس السائق والعاملين بالمنزل"، ويقول دائما: "من تواضع لله رفعه"، وكان يرفع من شأن القيم الأسرية: "كان البيت دائما مفتوحا أمام العائلة والأصدقاء"، وتتذكر استضافته للشيخ محمد متولى الشعراوي والشيخ محمود علي البنا.

وتتابع: "أحفاد الحصري شايفينه قدوة.. ودايما أنا بقول حفيدة خادم القرآن.. ولا تزال نصائحه وإرشاداته نسير عليها فلا نتعالى على حد ولا نتحدث بكبرياء ونحاول أن نكون نقطة في بحره".

يذكر أن الشيخ محمود خليل الحصري، والذي تحل ذكرى وفاته الأربعين اليوم، كان أول من سجل القرآن الكريم في العالم بـ 4 روايات بخلاف إجادته للروايات العشر، وأول من نادى بإنشاء نقابة للقراء، وصاحب فكرة المصحف المعلم.

وُلد الشيخ الحصري في غرة ذي الحجة سنة 1335 هـ الموافق 17 سبتمبر من عام 1917 في قرية شبرا النملة التابعة لطنطا بمحافظة الغربية، كان حريصا في أواخر أيامه على تشييد مسجد ومعهد ديني ومدرسة تحفيظ بمسقط رأسه قرية شبرا النملة، وأوصى في خاتمة حياته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحُفَّاظه، والإنفاق في كافة وجوه البر، وتوفي عن عمر ناهز 63 عاما، مساء الإثنين 16 محرم سنة 1401 هـ الموافق 24 نوفمبر 1980 بعد صلاة العشاء بعد أن امتدت رحلته مع كتاب الله الكريم ما يقرب من خمسة وخمسين عامًا.


مواضيع متعلقة