محمد وزوجته ديزيريه الألمانية: زواج وحب وتربية حيوانات بالفيوم

محمد وزوجته ديزيريه الألمانية: زواج وحب وتربية حيوانات بالفيوم
- الفيوم
- مصري يتزوج من ألمانية
- زوجة تهدي زوجها ثعبان
- قصة حب
- الفيوم
- مصري يتزوج من ألمانية
- زوجة تهدي زوجها ثعبان
- قصة حب
شاب مصري جمعته قصة حب بشابة ألمانية، ولم يكن ذلك سر علاقتهما فقط، بل اجتمعا على حب الحيوانات البرية والخيول، وانتهى بهما الحال زوجين يعيشان في قرية نائية بمركز يوسف الصديق في محافظة الفيوم.
وعلى بُعد 65 كيلومتر عن مدينة الفيوم، وفي منطقة صحراوية يأخذك إليها مدق ترابي صغير، تجد نفسك فجأة تحيطك من الجانبين أرض زراعية تضم نباتات القمح والشعير والذرة والبرسيم، ثم تدخل في مساحة شاسعة محاطة بأسلاك شائكة، وعلى يمينك قفص ممتلئ بأنواع متعددة من الكلاب، بينما على يسارك قفص كبير يضم 4 نسانيس، وبجوارهم فراخ الزينة وفراخ الوادي، وأمامهم البط والأوز والفراخ البلدي والرومي، ثم تجد مربعاً مخصصاً للورل الأفريقي الذي يحملونه ويلعبون معه.
وبينما تتنزه بين كل تلك الطيور والحيوانات، يلفت نظرك ذلك البغباء الذي ينادي على العاملين بالمزرعة، وبجوار ثلاثة آخرين من أنواع مختلفة، وبجوارهم نعامة ذكر يُدعى «فرودو» تأكل تارة وترقص تارة أخرى، وجانبهم حوض مياه تسبح فيه السلاحف، فيما تنتشر أحواض في الأرض تضم قطعاً خشبية ضخمة تستخدم للإنارة ليلاً بشكل طبيعي، حيث أنّ المنطقة لا توجد بها كهرباء.
يروي المهندس «محمد حامد» أنّه تعرّف على زوجته الألمانية «ديزيريه»، في سقارة، منذ فترة طويلة، وكان معجب بها ولم يخبرها بذلك، وسافر خارج مصر، وعندما عاد اكتشف أنهما جيران في سقارة، وارتبطا ببعضهما البعض بعد عدة لقاءات بينهما في مزارع الخيول، وعندما تأثرت الخيول كثيراً بسبب جائحة كورونا، ولم يعد هناك مسابقات، قررا الانتقال إلى الفيوم.
وكشف «محمد» عن أنّهما اختارا الفيوم تحديداً لقربها من القاهرة، بالإضافة إلى أنّ جوها مناسب جداً للخيول، موضحاً أنّهم قاما بشراء قطعة أرض صحراء منذ 7 شهور، كانت عبارة عن شوك فقط، فقاما بتنظيفها واستصلاحها، وحولا جزءاً منها إلى مزرعة للقمح والشعير والذرة والبرسيم، لإطعام الحيوانات، بالإضافة إلى مساحة كبيرة منزرعة بأشجار الزيتون، وجزء خاص بالحيوانات الخاص بهما.
ولفت إلى أنّ معظم الحيوانات التي تضمها المزرعة هي حيوانات تم إنقاذها بعدما كانت محبوسة، أو فشل أصحابها في التعامل معها، أو سافر أصحابها للخارج وتركوها، وكانا يتبنيان تلك الحيوانات، ويقومان برعايتها، ثم أحضراها جميعها وخصصا مكان لكل نوع، مشيراً إلى ذكر النعام مكان خاص بهم، موضحاً أنّ ذكر النعام «فرودو» كان محبوساً في قفص بداخل مزرعة للخيول، ولم يكن يعلم أصحابه أنه يجب أن يأكل حصى الرمال، حتى يتمكن من الهضم، وعانوا معه كثيراً، ثم تخلوا عنه، فأخذه منهم وكان عمره 4 شهور، وأصبح الآن أكثر من عامين.
أما الزوجة «ديزيريه» فقالت إنّها قدمت إلى مصر برفقة والديها، حيث كان والدها مديراً لأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة، وكان عمرها 9 سنوات، والتحقت بالمدرسة الألمانية في الدقي، ثم التحقت بعد ذلك بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، موضحةً أنّها منذ طفولتها تحب الخيول والكلاب، وكانت لديها مزرعة في سقارة لمدة 5 سنوات، قبل لقائها بزوجها «محمد»، وأضافت بقولها: «أنا محظوظة لأنني قابلت محمد، لأنّه يشاركني نفس الاهتمامات»، مؤكدة أنّه كان يمتلك مزرعة للخيل والنعام، وبعدما ارتبطا معاً، جمعا كل حيواناتهما وأسسا مزرعة «بوكي للمغامرين» بالفيوم بدلاً من سقارة.
وأشارت إلى أنّها رغم خوفها من الثعابين، إلا أنّ زوجها يحبهم جداً، لذلك قامت بإهدائه ثعبان «أصلة» في عيد ميلاده، لكي تسعده، لافتةً إلى أنّه علّمها طرق التعامل معهم، ولم تعد تخاف منهم، بل تلعب مع الثعابين كأنها قطة، ولكن الثعابين السامة فإنها لا تتعامل معها أبداً، ونوّهت إلى أنّها تحب الجو الريفي والبيئة الخاصة بالفيوم، مثل بحيرة قارون والريف والصحراء ووادي الريان والحيتان، مشيرةً إلى أنّها كانت تأتي في رحلات للفيوم كثيراً لقربها من القاهرة.
والتقط «محمد» طرف الحديث قائلاً إنّه وزوجته «ديزيريه» شاركا في عدة مسابقات لملك جمال الخيول، بداية من 2017، حيث فازا ببطولة مصر المحلية، وحتى 2020 كانا دائماً يفوزان ضمن المراكز الأولى، موضحاً أنّ معظم الخيول أخذوها من ملاجئ وقاموا برعايتها، وبدءا في تعليمها وإطعامها والاهتمام بها، حتى أصبحت «ديزيريه» تعتمد عليهم في تعليم الفروسية.
وقاطعت الزوجة مازحةً أنّها رغم حبها الكثير لزوجها، إلا أنّه تُحب فرستها أكثر منه، موضحةً أنّها تُسميها «بسبوسة»، وتدللها باسم «بوكي»، لذلك أطلقت اسمها على المزرعة، وأصبحت «بوكي المغامرة»، واختتمت بقولها: «بوكي هي كل حياتي».
وعن سبب شغفهما بالثعابين، قال المهندس الشاب إنّه يحبهم كثيراً، وقد قام ببناء غرفة كاملة مخصصة للثعابين فقط، مشيراً إلى أنهما يمتلكان 7 ثعابين، وبعد تجهيز الغرفة سيقوم بشراء العديد من أنواع الثعابين الأخرى، مؤكداً أنّ أفضل هدية تلقاها من زوجته كانت «أصلة»، أطلقا عليها اسم «ناجيني»، على اسم ثعبان الفيلم الشهير «هاري بوتر»، كاشفاً عن أنّه وزوجته يقومان أيضاً بتربية الفئران وتزويجها، لتنجب فئران كثيرة يمكن استخدامها كطعام للثعابين بعد ذلك.
ولفت إلى أنّهما شيدا بعض الغرف من نباتات الحلفا والبامبو، على طراز الغرف المقامة في إندونيسيا، مُستنكرين قيام الفلاحين بحرق نباتات الحلفا، رغم أهميتها في بناء الغرف، وعدم اختراق المياه لها خلال الأمطار، موضحاً أنّ الغرف مخصصة لمُحبي الطيور المُهاجرة، حتى يتسنى لهم الاستمتاع بمشاهدتها دون أن تهرب الطيور.
وأضاف أنّه يحلم بإنشاء مركز إيواء وتكاثر للحيوانات البرية المهددة بالانقراض، للمساهمة في زيادة أعدادها في الحياة الطبيعية مرة أخرى، مثل القط البرية، والنمس المصري، والذئب، وثعلب الفنك، والثعلب الأحمر الناري، والفلامنجو، والغزال الأبيض.