زميل «منعم» ممرض الفيوم: فدى أمه بروحه وعلمنا التضحية في العمل

زميل «منعم» ممرض الفيوم: فدى أمه بروحه وعلمنا التضحية في العمل
- الفيوم
- منعم
- كورونا
- عزل التأمين الصحى
- فدى والدته بنفسه
- الفيوم
- منعم
- كورونا
- عزل التأمين الصحى
- فدى والدته بنفسه
وصف «سيد رجب»، ممرض بمستشفى طامية المركزي، في محافظة الفيوم، زميله الراحل «عبد المنعم أحمد محمود مطلوب»، الممرض الذي افتدى والدته بعمره، كان أقرب أصدقائه، وأنّه كان مجتهداً جداً ومخلصاً لأصدقائه وعمله، ومعروف عنه أنّه «خدوم» بين الناس، بالإضافة إلى سيرته الطيبة والحسنة.
وأوضح «سيد»، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنّ «عبد المنعم» تطوع للعمل في العزل بمستشفى التأمين الصحي، لخدمة مرضى كورونا، لكي يكون يجاني شقيقه ووالدته، بعد ما أصيبوا بفيروس كورونا اللعين، وبعدما تماثل شقيقه ووالدته للشفاء، تحدّث معه قائلًا له: «يا سيد في ناس كتير تجهل معلومات عن فيروس كورونا، وأنا هكمل تطوع عشان أساعدهم».
وأضاف أنّه طلب منه أن يُخبره بأي شخص مُصاب ليقدم له المساعدة، سواء بالمعلومات اللازمة لمساعدته على التعافي، أو بالأدوية والدعم الطبي والنفسي، أو حتى بزيارة مجانية له في منزله، لوجه الله تعالي، ثم قدّم على طلب إجازة لمدة 15 يوماً من عمله، ليواصل تطوعه بمستشفى العزل.
وكشف أنّ «عبد المنعم» عاد بعد انتهاء فترة الـ15 يوماً من التطوع، ولكن بعد عودته بدأت تظهر عليه الأعراض، واكتشف الأطباء أنّه أُصيب بذلك الفيروس اللعين، وأن إصابته شديدة وصعبة وحالته متأخرة جداً، ولم تستمر إصابته طويلاً، حيث توفى متأثراً بإصابته، لدرجة أنّ جميع زملائه تعجبوا من سرعة تدهور حالته.
وأردف قائلاً إن «عبد المنعم رحل تاركاً أبناءه، كما ترك فراغاً كبيراً في قلوبنا، ووجع وألم وحسرة عليه، ولكنه علّمنا درساً كبيراً في التضحية بالروح بالعمل المجاني لوجه الله تبارك وتعالى، داعيًا الله عز وجل أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته ويُلهم أسرته الصبر والسلوان».
وكان «منعم» قد قطع أجازته، التي حصل عليها من عمله، حتى يستعد لأداء امتحانات الثانوية العامة، ليلتحق بكلية الطب، كما كان يحلُم، ولكنه فوجئ بإصابة شقيقه بكورونا ولحقت به والدته، فقرر التطوع لخدمة مرضى الكورونا بعزل مستشفى التأمين الصحي، وبعد شفائهما قرر مواصلة تطوعه لمساعدة مرضى كورونا، ولكنه أُصيب بالفيروس وتدهورت حالته سريعاً، حتى لفظ أنفاسه وسط دهشة الكثيرين من المحيطين به.