متطوعو مونديال اليد.. عيون حورس على ضيوف مصر: «المسؤولية من الجامعة»

12:46 م | الخميس 21 يناير 2021

مسؤولية في عمر المراهقة سعى إليها الآلاف من طلبة الجامعات، قبل أن يكتمل عامهم الـ20، طرقوا الأبواب للالتحاق بفرق التطوع لتنظيم محافل دولية تستضيفها مصر على أرضها، ليس المال مبتغاهم وإنّما التجربة وتعلم القيادة والعمل تحت ضغط، والأهم المساهمة في إظهار بلدهم بأفضل شكل ممكن، ذلك المبدأ الذي جعل أكثر من 70% من المتطوعين في تنظيم بطولة كأس العالم لليد 2021 طلبة جامعيين بدءًا من العام الدراسي الأول من مختلف الكليات، ورغم صغر سنهم اجتازوا مراحل أهّلتهم ليكونوا مرافقين للمنتخبات الأجنبية وفي لجان التسويق والإعلام وغيرها، ليمثل هؤلاء الواعدون تميمة بشرية أخرى تسير جنبًا إلى جنب مع تميمة حورس الرمز المستخدم للتعبير عن البطولة.

«الوطن» حاورت الدكتور شريف أبوالعينين، رئيس لجنة المتطوعين في مونديال اليد 2021، الذي كشف عن أهم الأرقام الخاصة بالتطوع ومهام الطلبة، كما حاورت مجموعة من المتطوعين الطلبة في البطولة، متحدّثين عن دورهم والتوفيق بين الدراسة وبين إخراج حدث مهم بهذه الصورة.

الطريق إلى التطوع في البطولات الرياضية الدولية بدأ مع «أكمل عمر» من عامه الأول في كلية الألسن جامعة عين شمس، وتدرج فيه حتى وصل لأن يكون مسؤولًا عن مجموعة المرافقين للمنتخبات الأجنبية المشاركة في بطولة كأس العالم لليد 2021 في استاد برج العرب بمحافظة الإسكندرية، وهو في عامه الأخير بالكلية، ليختبر قدرة جديدة في نفسه ومسؤولية جديدة عليه يتحملها منذ بداية المونديال 13 يناير وحتى ختامه المقرر له 31 يناير.

طالب ألسن يتحدث إنجليزي وبرتغالي وبدأ التطوع مع منتخب أستراليا

يدرس أكمل اللغتين الإنجليزية والبرتغالية، وهو ما أهّله في عام 2017 للتطوع في بطولة الخماسي حديث كمرافق لفريق أستراليا وكان حينها في عامه الجامعي الأول، بتشجيع من شقيقته التي كانت ملتحقة بالكلية ذاتها قبله، وأقنعته بأهمية التطوع وتنمية قدراته، وأحب الأمر والتواصل مع الأجانب ما زاده خبرة عملية فيما يدرسه على المستوى النظري، وشارك في عدة أحداث أخرى تطلبت ترجمة، بينها بطولة كأس الأمم الأفريقية التي استضافتها مصر في 2019 وكذلك الأولمبياد الخاصة بذوي الهمم.

التوفيق بين الدراسة والعمل التطوعي استوجب جهدًا من «أكمل»، لكنه يراه سهلًا إذا نظم الشخص وقته، خاصة وأنّ التطوع يكون لمدة محددة، كما يصب في مجال دراسته، ويزيد خبراته حتى في تجاوز الضغط النفسي للمسؤولية الكبيرة التي يتحملها في سن صغير، ومساعدة المتطوعين الجدد في اجتيازه أيضًا، مثلما ساعده الأكبر منه ومنحهم فرصة في تحمل مسؤوليات رغم صغر سنهم، كتعلم كيفية التعامل مع الفرق وشكل استقبالهم في المطار واختلافها عن استقبالهم بعد التدريب وغيرها من الخبرات المهمة.

طالبة آداب إعلام: الجامعة والتطوع بيكملوا بعض.. و«الطرفين بيراعوا الظروف»

التحدي ذاته عايشته لوجين إيهاب، الطالبة في الفرقة الرابعة بقسم إعلام في كلية الآداب جامعة عين شمس، والتي تعمل كمتطوعة في لجنة التسويق بمونديال اليد 2021، وهي البطولة الدولية الثالثة التي تشارك فيها، وتعتبرها الخطوة الأهم نحو سوق العمل بعد التخرج من الجامعة.

تتابع لوجين دائما الروابط الخاصة بأي تطوع في بطولة دولية بوزارة الشباب والرياضة لتكون ضمن الفريق، وهو ما حققته منذ عامها الجامعي الأول، وفي كل مرة تزداد خبرة: «دلوقتي مفيش مشكلة بتقف معايا عكس الأول»، وإجادتها للغتين العربية والإنجليزية إلى جانب معرفة تواصل باللغة الفرنسية، أهّلها لتكون في لجنة التسويق باستاد القاهرة.

التطوع يعلم طلبة الجامعة تنظيم الوقت

«البطولة بتعلمنا ازاي ننظم وقتنا».. لذا لم تجد لوجين أزمة في التوفيق بين الدراسة والتطوع، إذ إنّ الإجازة لم تكن في الحسبان في هذا التوقيت، وتقدمت للتطوع قبل نحو 4 أشهر من انعقاد البطولة، ولم يكن هناك مخطط واضح لموعد الإجازة وامتحانات منتصف العام، كما ترى أنّ المجتمع الجامعي والتطوعي يساعدان الطلبة على خوض تلك التجارب في تفهم الطرفين لالتزامات الدراسة والتطوع: «المسؤولين عن التطوع بيدونا جوابات للجامعة لو الحدث تعارض مع الدراسة والجامعة بتقدر، ولو الجامعة محتجاني في البطولة بيراعوا».

6674 ولد وبنت تقدموا للتطوع في بطولة كأس العالم لليد 2021 عند فتح باب التسجيل في الفترة من 12 لـ22 أغسطس 2020، وهو أكبر رقم للمتطوعين على مستوى البطولات التي استضافتها مصر، حسب تصريح الدكتور شريف أبوالعنين رئيس لجنة المتطوعين بالمونديال، اختير منهم 640 متطوعا، وهو العدد الذي يحدد وفقًا لمتطلبات البطولة، والعدد الذي يليه كان أكثر من 4 آلاف متطوع بقليل في بطولة كأس الأمم الأفريقية.

اختيار متطوعو مونديال اليد بدأ من أولى جامعة.. ومرافقان لكل منتخب

أكثر من 70% من المتطوعين في البطولة طلبة جامعات، حسب ما قال الدكتور شريف، موضحا أنّ الاختيار يكون بداية من طلبة أولى جامعة وليس قبل ذلك حتى يتمكنوا من تحمل المسؤولية، وحتى سن 35 عاما، موزعين على مختلف اللجان، حيث يستهدفون 12 لغة لـ32 فرقة مشاركة، يجب أن يكون المتطوعين على قدر إجادة عال بها، ورغم ذلك يخضع لاختبارات اللغة والإجادة والتمكّن مع التدريب الشامل السابق قبل البطولة بشهور: «التدريب بيخضع له المتطوع من شهرين لشهرين ونص على المهمة بتاعته وكل المواقف اللي بيتعرضلها، وبنعوده يترجم فوري في مؤتمر صحفي، وتدريب شامل معلومات عن البطولة والهيكل التنظيمي، وهيتعاملوا ازاي، ويعرف كل معلومات عن المنتخب المدرب جنسيته إيه، وأبرز النتائج اللي حققتها الفرقة وغيرها من المعلومات المهمة».

يخصص «شريف» مرافقان لكل فريق بمجموع 64 مرافقا، لكنه يوفر 74 متطوعا منهم 10 جاهزين للتدخل وحل محل أي متطوع قد يتعرض لأي أزمة أو الإصابة بفيروس كورونا أو غيرها من الأزمات، المرافقان يكونان على قدر إجادة جيدة جدا للغة الفريق، وإذا كان المدرب يحمل جنسية مخالفة للمنتخب يكون أحد المرافقين يجيد لغة المدرب والآخر لغة باقي الفريق، وحتى إن كان جهاز المتتخب بأكمله يتحدث لغة واحدة توزع مهام الفريقين على المرافقين الاثنين، فلا يستطيع مرافق واحد أن يكون بكامل تركيزه مع 30 فردا موزعين أحيانا بين المؤتمر الصحفي وترجمته ومرافقة اللاعبين وغيرها من الأمور الفنية والتجهيزية.

المتطوعون في بطولة العالم لليد يخضعون لتأهيل نفسي واختبارات لغة

لكل مجموعة متطوعين «تيم ليدر» مسؤول عنهم لتحديث معلوماتهم باستمرار، وترفع التقارير إلى اللجنة المركزية التي يترأسها الدكتور شريف، حسب وجود المنتخبات في استادات الجمهورية.

التأهيل النفسي من أهم التدريبات التي تهتم بها لجنة المتطوعين لتأهيل صغار السن على تحمل مسؤولية كبيرة، فمنهم عدد كبير مرافق لفرق أجنبية، وآخرون في لجان الإعلام والتسويق، وغيرها من اللجان التي تتطلب أن يكونوا على قدر عال من الهدوء والتحكم في أنفسهم وسرعة البديهة والتعامل السريع، ويخضع 250 متطوعا لنظام «الفقاعة» المعمول به في البطولة، واختصاره أّلا يدخل أحد إلى المتطوع ولا يخرج إلى أحد ويجرون مسحة كورونا كل 3 أيام للاطمئنان عليهم.