زاهي حواس: عثرنا على بردية نادرة ونفرتاري جديدة في منطقة سقارة الأثرية

كتب: رضوى هاشم

زاهي حواس: عثرنا على بردية نادرة ونفرتاري جديدة في منطقة سقارة الأثرية

زاهي حواس: عثرنا على بردية نادرة ونفرتاري جديدة في منطقة سقارة الأثرية

قال الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار المصرية، إن البعثة الآثرية لمكتبة الإسكندرية برئاسته، عثرت بالكشف الأثري الذي كشف عنه اليوم في سقارة، على أعداد كبيرة من المشغولات الأثرية، وتماثيل على هيئة المعبودات، مثل الإله أوزير، وبتاح، وسوكر، بالإضافة إلى كشف فريد من نوعه.

وأوضح زاهي حواس، أن البعثة عثرت على بردية يصل طولها إلى 4 أمتار، ومتر واحد عرض، تمثل الفصل السابع عشر من كتاب الموتى، ومسجل عليها اسم صاحبها وهو (بو-خع-اف)، وقد وجد نفس الاسم مسجل على 4 تماثيل أوشابتي، بالإضافة إلى تابوت خشبي على الهيئة الآدمية لنفس الشخص، والعديد من تماثيل الأوشابتي من الخشب والحجر الفيانس، من عصر الدولة الحديثة.

وأضاف «حواس» أنه عثرت أيضا على مجموعة من الأقنعة الخشبية، وكذلك مقصورة الإله انوبيس، إله الجبانة، وعثر له على تماثيل بحالة جيدة، وكذلك العديد من الألعاب التي كان يلعب بها المتوفى في العالم الآخر، مثل «السنت»، التي تشبه الشطرنج حاليا، و«العشرين» مسجل عليها اسم الشخص الذي كان يلعب بها.

وبحسب الدكتور زاهي حواس، عثر على العديد من القطع الأثرية، التي تمثل طيور مثل أوزه، وبلطة من البرونز، تدل على أن صاحبها كان أحد قادة الجيش في عصر الدولة الحديثة، والعديد من اللوحات المنقوش عليها مناظر المتوفى وزوجته، وكتابات الهيروغليفية؛ من أجملها لوحة من الحجر الجيري في حالة جيدة من الحفظ، مصور عليها منظر متوفى يدعى (خو-بتاح)، وزوجته تدعى (موت-ام-ويا).

كما أن الصف العلوي من اللوحة يصور المتوفى وزوجته في وضع تعبدي أمام المعبود أوزير، والصف السفلي يصور المتوفى جالسا وزوجته خلفه، وتحت كرسي الزوجة مثلت إحدى بناتهما جالسة تقرب إلى أنفها زهرة اللوتس، ويزين رأسها بالقمع العطري.

ويوجد أمام الزوجان 6 من الأبناء على صفين؛ إذ نجد الصف العلوي به 3 من بناتهما، جالسات على الأرض، يقربون زهرة اللوتس من أنوفهم، ويغطين رؤوسهن أقماع العطر، أما السفلي به 3 من الأبناء الذكور، في وضع الوقوف أمام المتوفى وزوجته.

 

نفرتاري وابن رمسيس

وأوضح عالم الآثار المصرية، أنه من الملفت للنظر أن إحدى البنات تحمل اسم (نفرتاري)، سميت باسم الزوجة المحببة لدى الملك رمسيس الثاني، وحمل اسم أحد الأبناء (خع-ام-واست)، وهو اسم أحد أبناء الملك المذكور، ويعتبر حكيم العصر ويطلق عليه أنه أول عالم مصريات، حيث كان يرمم آثار أجداده.

وأشار «حواس» إلى أن ألقاب صاحب اللوحة، فكان المشرف على العجلة الحربية للملك، ما يدل على مكانته الهامة في الأسرة 19، كما عثر على كميات رائعة من الفخار الذي يعود إلى الدولة الحديثة، ومنه فخار يثبت العلاقات التجارية بين مصر وكريت، وكذلك سوريا وفلسطين. 

ونوه الدكتور زاهي حواس، إلى أن هذا الكشف يؤكد على أن منطقة آثار سقارة لم تستغل في الدفن خلال العصر المتأخر فقط، بل وكذلك في الدولة الحديثة، كما أثبت وجود العديد من الورش التي تنتج هذه التوابيت، والتي كانت تشترى عن طريق الأهالي، وكذلك ورش خاصة بالتحنيط.

مومياء لمريضة بحمة خنازيرية

ووفقا للدكتور زاهي حواس، درست البعثة مومياء إحدى السيدات، التي تبين أن صاحبتها كانت تعاني من مرض يعرف باسم «حمى البحر الأبيض المتوسط» أو «الحمى الخنازيرية»، وهو مرض يأتي من الاتصال المباشر بالحيوان، ويؤدي إلى خراج في الكبد، وهو مرض مزمن مدى الحياة.

ونفذت سحر سليم، أستاذة الأشعة بالقصر العيني، الدراسات اللازمة على المومياوات المكتشفة، التي من بينها مومياء لطفل، وحددت الدراسات أسباب الوفاة وعمر المتوفى وقت الوفاة.

ولفت «حواس» إلى أن البعثة كشفت عن مقصورة ضخمة من الطوب اللبن، ترجع إلى عصر الدولة الحديثة، ذات بئر يصل عمقه حتى الآن إلى 24 مترا، ولم نصل بعد إلى نهايته، ومن المتوقع أن ينتهي بحجرة للدفن، موضحا أنه قد رصفت أرضية تلك المقصورة بكتل من الحجر الجيري المصقول صقلا جيدا، وقد غطى الجزء العلوي من فوهة البئر بالأحجار، ولا يزال العمل جاريا، مشيرا إلى أن هذا البئر لم يصل إليه اللصوص، وسوف يكشف عنه كاملا.

وأكد عالم الآثار، أن هذا الكشف يعتبر من أهم الاكتشافات الأثرية لهذا العام، وسوف يجعل سقارة مع الاكتشافات الأخرى مقصد سياحي وثقافي هام، وسوف يعيد كتابة تاريخ سقارة في عصر الدولة الحديثة، بالإضافة إلى تأكيد أهمية عبادة الملك تتي خلال الأسرة 19 من الدول.


مواضيع متعلقة