باحث أثري يرد على حواس: رمسيس محارب عظيم لا يصح وصفه بالخمورجي

باحث أثري يرد على حواس: رمسيس محارب عظيم لا يصح وصفه بالخمورجي
حالة من الجدل أثارها مؤخرا تصريح الدكتور زاهي حواس عالم المصريات عن الملك رمسيس الثالث والذي وصفة "بالخمورجي وبتاع الستات" على حد قوله، وهو ما رد عليه أثريين ومتخصصين بأن هذا الوصف بعيد كل البعد عن رمسيس الثالث البطل المحارب.
وقال الدكتور محمد رفعت عباس، الباحث في المصريات: "يعتبر رمسيس الثالث بطل مصري عظيم، قال عنه عالم المصريات العالمي كينيث كتشن إنه ملك مصر العظيم ابن جاء من صلب رجل استطاع الوصول إلى عرش مصر فى وقت حرج وعصيب".
وأضاف عباس: "ولد رمسيس الثالث ليلعب دورا عظيما فى التاريخ، غير أن ما قدمه رمسيس كحاكم استطاع الاستجابة للتحديات التى واجهت مصر إبان فترة حكمه قد جعل عظمة هذا الرجل واقعا تاريخيا بالفعل".
قاهر شعوب البحر ومنقذ حضارة الشرق القديم
وتابع: "رمسيس الثالث قاهر شعوب البحر ومنقذ حضارة الشرق القديم وآخر الملوك المحاربين العظام فى تاريخ مصر القديمة، حيث اتسم الثلث الأول من عهده بسلسلة من المعارك الحربية الضارية التي حقق فيها انتصارات عظيمة غيرت وجه التاريخ، وقد خلد ذكراها من خلال العديد من النصوص والمناظر في المعابد التي أقامها في طيبة".
وزاد عباس، أنه "فى العام الخامس والعام الحادي عشر من عهده، اضطر رمسيس الثالث أن يدحر تحالفين متتاليين من القبائل على حدود مصر الغربية، وفى الفترة الواقعة ما بين هذين التاريخين، وفى العام الثامن من حكمه، جابه على سواحل مصر الشمالية جحافل الغزاة من شعوب البحر، تلك الشعوب الهندوأوروبية التي ضربت غزواتها المدمرة منطقة الشرق الأدنى القديم بضراوة".
حافظ على حدود مصر
وأكمل: "لم يكن رمسيس الثالث غازيا فمن خلال النظرة المتعمقة لهذه الحروب التي خاضها سنلاحظ أنها قد اتصفت جميعها بالسمة الدفاعية حيث كانت حروبه مثلها مثل حروب مرنبتاح كردود فعل دفاعية، ضد شعوب رحل شاردة، لم تكن لهذه الشعوب حدود معينة يمكن احتلالها والاستحواذ عليها، بل وكانت تفتقر إلى أي بنية أساسية دولية يمكن التعامل معها كما لم تكن هجماتها المباغتة والشرسة تخضع لأي منطق أو عقل وبالتالي كانت فرصة الانتصار فيها تبدو ضئيلة للغاية، ولذا اضطرت مصر أن تحيط مدنها بمناطق حصينة، ومن ثم فإنه يمكننا تفهم طبيعة وقسوة تلك الحروب والمعارك الضارية التى خاضها رمسيس الثالث والتى تمكن فيها من تحقيق الانتصار وإنقاذ الأرض المصرية من غزوات مدمرة كان من الممكن أن تتسبب فى ضياع وإندثار الحضارة المصرية كما حدث لبعض حضارات وإمبراطوريات وممالك الشرق الأدنى القديم خلال العصر البرونزي المتأخر".