«المرأة العاملة»: استغلال «إجازات العمل» بأمر الحكومة في رعاية الأبناء

كتب: آية المليجى

«المرأة العاملة»: استغلال «إجازات العمل» بأمر الحكومة في رعاية الأبناء

«المرأة العاملة»: استغلال «إجازات العمل» بأمر الحكومة في رعاية الأبناء

من الصين انتشر «كورونا» بسرعة البرق، ونشر الخوف والرعب فى نفوس الملايين حول العالم. أما الأمهات فى مصر فمكثن فى المنازل والتزمن بالعزل، بعدما فرضت الحكومة وقتها حظر التجول، ومنحت العاملات إجازات مدفوعة الأجر، أو سمحت لهن بالعمل من المنزل، الخطوة التى ساعدت الكثير منهن على رعاية أبنائهن.

أسماء رشاد، امرأة ثلاثينية، مُدرسة رياض أطفال، طبيعة عملها تُلزمها بالوجود فى المدرسة: «مفيش حاجة اسمها غياب.. حتى لو فيه حالات كورونا ظهرت»، الرعب كان الشعور المسيطر على الأم التى لديها اثنان من الأبناء، وهما أيضاً فى مرحلة رياض الأطفال.

«أسماء»: «خروجنا للعمل مع تفشى الوباء يعرّض أبناءنا لخطر الإصابة»

وقت الموجة الأولى لانتشار الفيروس، وقبل فرض الإجازات، اضطرت «أسماء» للذهاب إلى العمل، مصطحبة أبناءها إلى والدتها، ظلت هكذا حتى أتت لها الفرصة لعدم مغادرة المنزل: «الوقت ده فرق معايا جداً.. كنت باخد بالى من ولادى كويس وصحتهم.. بلاحظ أى أعراض عليهم.. كمان مهتمة بالأكل بتاعهم والسوائل».

تؤكد الأم الثلاثينية أن فرض الإجازات كان فرصة جيدة للحد من وباء فيروس كورونا: «كنا واخدين بالنا من عيالنا.. وده فى حد ذاته فرصة كويسة»، ومع تزايد الأعداد بسرعة عالية مع بداية الموجة الثانية، التزمت «أسماء» منزلها خوفاً على حياة أطفالها: «خايفة على ولادى.. ومش هنزل عشان مش هغامر بحياتى وحياتهم».

التجربة ذاتها سارت عليها دعاء أحمد، تعمل فى مكتب محاسبة، إذ رأت أن البقاء فى المنزل مع تزايد أعداد المصابين فرصة جيدة للحد من انتشار الوباء اللعين، لمنع الاختلاط والاحتكاك بين الكثيرين: «وقت الموجة الأولى، وساعة فرض حظر التجول، كنت قاعدة مع ابنى، عنده 4 سنين، فى البيت.. وكنت شوية مطمنة لأنى واخدة بالى منه».

3 أيام بالتناوب، هى الفرصة التى مُنحت للأم الثلاثينية فى عملها، متمنية أن تُفرض الإجراءات فى الموجة الثانية مثلما حدث مع الموجة الأولى: «يا ريت يرجّعوا تانى حظر التجول.. والناس عددها يقل فى الشغل عشان نمنع التجمعات، والدنيا هترجع أهدى تانى».

لم تختلف تجربة سارة عرابى، موظفة حكومية بإحدى الوزارات، عن سابقتيها: «أنا عندى ولد 8 سنين وبنت 10 سنين.. وقت الموجة الأولى قعدت فى شهر 3 فى البيت لمدة شهرين كاملين.. كنت باخد بالى من ولادى، وجوزى لما يرجع كان لازم يتعقم قبل ما يدخل البيت».

طوال فترة إقامة «سارة» بالمنزل كانت تفرض الإجراءات الاحترازية أيضاً من النظافة المستمرة والتطهير والتعقيم، إضافة إلى إعداد الوجبات الصحية بشكل مستمر: «عينى طول الوقت على ولادى»، وهى التجربة الجيدة التى تتمنى عودتها مرة أخرى إذ إنها أسهمت فى تقليل أعداد الموظفين ومستقلى المواصلات العامة.

لكن مع عودة الحياة لطبيعتها، بعد هدوء الموجة الأولى من فيروس كورونا، عادت «سارة» للعمل من جديد: «رجعت الشغل شهر 7 اللى فات.. بقى فيه مخاطرة أكبر» مع تزايد أعداد المصابين بالفيروس اللعين مرة أخرى، الذى طال أيضاً الأم الثلاثينية بسبب اختلاطها مع الآخرين: «لما نزلت فعلاً جالى كورونا بعد كده».

وبخلاف إصابتها بالفيروس، أصبح على الأم الثلاثينية أن تذهب بأولادها إلى المدرسة: «طبعاً الخوف والرعب بقوا أكتر من الأول.. عشان رجعنا تانى نختلط بالناس.. بس من أول شهر 12 ومع زيادة الخطر قعّدتهم من المدرسة».

ما زالت «سارة» تذهب إلى عملها 3 أيام فى الأسبوع، لكن الأمر لم يطبَّق على جميع الموظفين: «مش كله بيطبق النظام ده.. فيه مديرين متعسفين وفيه لسه بينزلوا كل يوم.. نفسى نرجَّع تانى فرض الإجازات عشان كنا واخدين بالنا من عيالنا».

انضمام منى محمد إلى القائمة السابقة من السيدات اللائى تحدثن عن تجاربهن لم يختلف كثيراً، فهى موظفة حكومية، الأمر الذى يفرض عليها الاختلاط يومياً، بداية من النزول من منزلها واستقلال المواصلات العامة: «كل يوم بتعامل مع ناس ماعرفهاش.. وده بيقلق أكتر».

تتذكر السيدة الأربعينية وقت الموجة الأولى لانتشار الفيروس، وما تبعه من إجراءات وقائية واحترازية، من فرض الإجازات التى ساهمت بالتأكيد فى خفض حدة انتشار الفيروس اللعين: «الدنيا كانت ملمومة، وقدرنا نسيطر، كنت قاعدة بولادى فى البيت وواخدة بالى منهم من أكل طبيعى وعصاير». لكن مع عودة «منى» من جديد لعملها، لم تتمكن من الحفاظ على أسرتها ورعايتها كما اعتادت، بسبب الإرهاق الذى يصيبها من ضغط العمل: «طبعاً مش قادرة أراعيهم زى ما كنت باخد بالى منهم فى الموجة الأولى».


مواضيع متعلقة