المفتي يحسم جدل حد الردة: «لم يرد نص يدل أن النبي قتل إنسانا ترك دينه»

المفتي يحسم جدل حد الردة: «لم يرد نص يدل أن النبي قتل إنسانا ترك دينه»
- حد الردة
- دار الإفتاء المصرية
- شوقي علام
- مفتي الجمهورية
- حد الردة
- دار الإفتاء المصرية
- شوقي علام
- مفتي الجمهورية
حسم الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الفتوى حول العالم، الجدل القائم حول حد الردة، وهل تطبيق حد الردة يشير إلى أن الإسلام لا يحفظ حق الإنسان في الاعتقاد، حيث أكد مفتي الديار المصرية أنه لم يثبت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قتل إنسانا ترك دينه، فلا يمكن إجبار أحد على الاعتقاد، والإسلام ليس فيه إكراه على المعتقد.
وقال مفتي الديار المصرية، في تصريحات عبر موقع دار الإفتاء، إن موقف الإسلام من المرتد واضح، فلو قرأنا النصوص متكاملة فسنفهم أحاديث النبي مع الآيات الكريمة، فالنص القرآني يقول «ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة»، كما قال النبي من بدل دينه فاقتلوه، وهناك حديث شريف آخر كان نصه أنه لا يحل دم امرئ مسلم إلا بثلاث كان من بينهم التارك لدينه المفارق للجماعة».
فمن خلال هذه الأدلة الشرعية يتبين أن عقوبة القرآن الكريم أخروية وليست دنيوية، إلا إحباط الأعمال، وهي ليست من اختصاص أي إنسان، ومرتبطة بالتوفيق الإلهي فقط، أما من بدل دينه فإن قتله يستلزم أن يكون مفارقا للجماعة، وبالتالي لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، قتل إنسانا ترك دينه.
حروب الردة
أما حرب الردة التي قام به خليفة رسول الله سيدنا أبو بكر الصديق، فقال علام إن أبا بكر الصديق لم يحارب المرتدين لأنهم تركوا الدين، ولكن لأنهم خرجوا عن الجماعة، ففي حرب سيدنا أبا بكر الصديق رضي الله عنه على المرتدين لم يكن لردتهم ولكن لخروجهم على النظام العام، فحرية الاعتقاد مساحة متروكة على وسعها ولا يمكن التضييق فيها، كما أن حرية المعتقد مصونة ولا يمكن المساس بها.
تفسيرات الإرهاب
وهاجم مفتي الديار المصرية، تفسيرات الجماعات الإرهابية والمتطرفة لبعض النصوص التي يستغلونها في قتل من يخالفهم العقيدة، مشيراً إلي أن تفسير التكفيريين لقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز «فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد ۚ فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ۚ إن الله غفور رحيم»، يبين أنهم لم يدكروا المعنى الحقيقي لها، فيسمونها بآية السيف، وبفهمهم هذا يعتبرون أن هذه الآية الكريمة نسخت مائة آية من القرآن الكريم تدعو إلى الرحمة والتسامح والعيش المشترك والتحضر.
وتابع: «هؤلاء الإرهابيين لم يقرأوا هذه الآية في سورة متكاملة مع بقية النصوص الأخرى، ولم يقرأوها في ضوء النموذج النبوي وهو المبين الحقيقي لمرامي ومقاصد القرآن الكريم ولمعاني الألفاظ».
سيادة القانون
ودعا الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية إلى سيادة القانون التي يجب أن تكون سائدة في المجتمع، مؤكدا أن فكرة النظام العام في الدولة قانونية ومطبقة في الغرب والشرق وتعني بأن هناك مساحة لا بد من الحفاظ عليها وبدونها يكون المجتمع في خلل، وأنها نفس فكرة المقاصد الضرورية التي يحمي المجتمع من خلالها.