والدة أحد ضحايا «مركب السلوم»: نفسي أحضن جثته.. منه لله السمسار

كتب: احمد الشرقاوي

والدة أحد ضحايا «مركب السلوم»: نفسي أحضن جثته.. منه لله السمسار

والدة أحد ضحايا «مركب السلوم»: نفسي أحضن جثته.. منه لله السمسار

تقف أمام الشاطئ تلتمس الأسباب لعودة ابنها، بعد إخبارها أن نداء الأم أمام البحر لابنها يُلبى فتصرخ بصوتها المتألم راجية عودته عسى تحن عليها الأمواج فتلقي بجثته بين ذراعيها لاحتضانه لآخر مرة.

تتشبث الأم بأمل باهت لعل ابنها لا يزال على قيد الحياة فيعود ليمسح دموع 6 ليال دون انقطاع في البحث عنه، ولكن قلب الأم يخبرها أنه لن يعود مرة أخرى، بحسب رواية والدة عاصم سيد أحمد أحد ضحايا المركب الغارق في السلوم، مضيفة لـ«الوطن»: «لا أعرف مصير ابني بعد أن وصلني خبر غرق المركب الذي كان يستقلها متوجها إلى ليبيا».

ثمن «رحلة الموت» 17 ألف جنية 

«عايز 17 ألف جنية وهسفرك ليبيا بري الرحلة اللي جايه»، من هنا بدأ حلم الشاب عاصم سيد أحمد (19 عاما) يتكون أمام عينه بالسفر إلى الخارج، بعد أن طلب منه أحد السماسرة في محافظة البحيرة بمدينة دمنهور ذلك المبلغ المالي مقابل سفره، إذ تقول والدته «كان لديه رغبة في السفر لتحقيق أحلامه فاختار طريق الهجرة غير الشرعية إلى ليبيا».

وتضيف والدة عاصم بصوت حزين: «طول عمره حنين علينا وراجل من صغره بيزل يشتغل علشان يجيب فلوس يصرف بيها علي نفسه، كان نفسه يسافر وإحنا مش موافقين بس رغبته كانت أكبر من قرارنا، سافر عن طريق البحر، ومن ساعتها مش عارفه هو عايش ولا ميت، زمايله بيقولوا إنه غرق، طب لو غرق هاتوا جثته ادفنها، ولو عايش نفسي أشوفه ويبقى جنبي».

مركب صيد متهالكة تحمل 52 شخصا

صباح يوم الخميس الماضي 17 ديسمبر، وفي تمام الساعة الخامسة فجراً ودع «عاصم» أسرته وحزم أمتعته متجهاً إلي سمسار السفر ومعه زملائه الثلاثة، الذين نجوا من المركب، إذ يحكي أحدهم لـ«الوطن»: «اتحركنا من البلد الساعة 5 الفجر وتوجهنا إلى السلوم، كنا متفقين علي السفر بري، لكن لما وصلنا قالوا لينا هتسافروا بحري، للبعد عن التفتيش من قبل أفراد الأمن، واتفاجئنا بمركب صيد صغيرة، حسمنا أمرنا بالسفر، وكنا على المركب حوالي 52 شخص، ولما بدأت الرحلة واشتد الموج، المركب حصل فيها مشكلة، وقبل غرق المركب، قطعنا المسافة المتبقية عوما حتى وصلنا على الشط، وغرق الكثير منا، وسلمنا نفسها على الحدود».

فجر يوم السبت استيقظ أهالي الشباب على خبر مفجع وهو غرق مركب يقل عشرات المصريين في منطقة السلوم، غرق بعضهم ونجى آخرون، ومن ذلك اليوم لم يظهر عاصم ولم تتأكد أسرته التي ذهبت إلى السلوم للبحث عن ابنهم من مصيره بعد.

وتقول والدة عاصم: «إحنا بس عايزين ابننا ميت أو حي، ومنه لله السمسار، كان قلبي حاسيس إن عاصم مش راجع تاني».


مواضيع متعلقة