بين وصية بخط يده ومقطع صوتي.. من يخلف الطريقة المحمدية "شيخ أم طفل"؟

كتب: ماريان سعيد

بين وصية بخط يده ومقطع صوتي.. من يخلف الطريقة المحمدية "شيخ أم طفل"؟

بين وصية بخط يده ومقطع صوتي.. من يخلف الطريقة المحمدية "شيخ أم طفل"؟

منذ وفاة الشيخ نور محمد عصام الدين محمد زكي إبراهيم، شيخ الطريقة المحمدية الشاذلية بمصر والعالم ورائد العشيرة المحمدية، ولا يزال منصب شيخ الطريقة خاليًا، وهو ما أكدت عليه أمانة الطريقة، في بيان عنها نشر أمس، معلنة عن وصية الإمام محمد زكي إبراهيم، والتي نصت على: "تكون الريادة والمشيخة في بيته وأبنائه ما دام فيهم ولد صالح وإن صغرت سنه"، وهي الوصية التي بالكشف عنها خرج مريدوا الطريقة ممن بايعوا الشيخ العميد أشرف وهبي، نجل شقيق المؤسس محمد زكي الدين إبراهيم للمطالبة بمعرفة مدى قانونيتها.

وأوصى العارف بالله الإمام الرائد محمد زكي إبراهيم، أن "تكون الريادة والمشيخة في بيته وأبنائه ما دام فيهم ولد صالح وإن صغرت سنه"، وأن هذه الوصية تهدف إلى الحفاظ على اسم الإمام الرائد محمد زكي الدين إبراهيم رضي الله عنه، وأرضاه وعن أهل السلسلة النورانية والله الموفق ولا حول ولا قوة إلا بالله"، حسب بيان أمانة الطريقة المحمدية الشاذلية.

إبراهيم مجدي: لا ننكر الوصية لكن نريد معرفة مدى قانونيتها

وقال الدكتور إبراهيم مجدي حسين، استشاري الطب النفسي، وأحد مريدي العشيرة المحمدية من الذين أعلنوا مبايعة الشيخ العميد أشرف محمد وهبي إبراهيم الخليل، نجل شقيق مؤسس العشيرة المحمدية والطريقة المحمدية الشاذلية الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم، ويعمل ضابطا سابقا في القوات المسلحة، في حديثه عن الوصية التي كشفت عنها أمانة الطريقة، قال: "نحن لا ننكر الوصية لكن نريد معرفة مدى قانونية الوصية، وفحصها من جانب متخصص في كتابة الوصايا، وهل لها وصف قانوني أم لا إلى جانب عرضها على خبير خط ومقارنة الخط بها".

وأشار "مجدي" في حديثه لـ"الوطن"، إلى أن الفيديو المنشور قبل وفاة الشيخ بنحو عام أي في عام 1996، حيث اجتمع الشيخ زكي بكبار قيادات العشيرة للإجابة على تساؤل "لما أموت هنعمل إيه" معلنا رفضه للتوريث وأنه سيختار 12 شيخا، لكنه مات قبل اختيار الاثنى عشر شيخا فتولى عصام ابنه المشيخة، ومنه لابنه، وزاد شعورنا بالغربة تجاه الطريقة.

وكان انتشر فيديو لمجموعة من أتباع العشيرة المحمدية، وهم يبايعون العميد أشرف محمد وهبي إبراهيم الخليل، نجل شقيق مؤسس العشيرة المحمدية والطريقة المحمدية الشاذلية، الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم ويعمل ضابط سابق في القوات المسلحة، كشيخ للطريقة ورائدًا للعشيرة المحمدية خلفًا للرائد الراحل الشيخ نور محمد عصام الدين محمد زكي الدين إبراهيم الذي غادر عالمنا إثر حادث أليم.

الشيخ زكي: ابن الشيخ شيخ شروط

وبحسب ما جاء بالمقطع الصوتي المنسوب للشيخ زكي، إجابة على سؤال "مين اللي بعد مني؟"، قال: النبي لما مات مقالش فلان بالذات، النبي تركها لإخوان، أنا سأتركها إلى 12، كما قال تعالى "بعثنا منهم اثني عشر نقيبا"، هختار 12 وهم يختارون منهم واحد، والله إن صلح على العين وعلى الراس، مصلحش يجي غيرهم 12 وهكذا".

وتابع: "أما الطريقة فهي بحكم القانون ابن الشيخ شيخ ولكن ابن الشيخ شيخ إذا مشى على قدم أبيه، ابن الشيخ شيخ إذا عرف ما ينبغي أن يكون ومالا ينبغي أن يكون، إذا راضى الصغير قبل الكبير، وإذا حمل جزمة الطفل قبل جزمة الكهل، وإذا باع نفسه لله وجعل مظهره لله، وكانت عبادته لله، ودرس الطريق كما ينبغي ودرس ما يصح أن يدرس ليكون محل أبيه فعلى العين والراس تعينه الحكومة فأهلا وسهلا معنا، فله التكريم وله الاحترام وله كل شيء مادام معنا، فإن حب يعمل شيخ زي السبعين شيخ يبقى لاء، ياخد مشيخته ويتكل على الله".

وأضاف: "إحنا عندنا العشيرة، العشيرة فيها طريقة وفيها عشيرة، ابن الشيخ بعد الشيخ مش ملزم، لأن يكون رئيسا أبدا، إنما الإخوان عندما يرأسوه لأخلاقه وبآدابه وبدينه وبثقافته، وبتواضعه وبحثه عن الكبير والصغير، يبقى فوق الرؤؤس وزيادة شوية، وأظن الأمر واضح خالص، و المشيخة بحكم الضرورة هتعين واحد رئيس، وابن الشيخ شيخ بهذه الشروط (المحافظة على التراث، والمحافظة على الإخوان، وإكرام الطفل من الإخوان قبل إكرام الكهل من الإخوان، ونعل الطفل على راسي من فوق قبل نعل الكبير والصغير، وابن الشيخ شيخ بشروط، والله إن مشى مع الإخوان، وثقف نفسه ثقافة صوفية حقيقية، وأصلح من الظاهر والباطن فعلى العين وعلى الرأس، مفيش ياخد اللقب بتاع الحكومة وإحنا في طريقنا ماشيين" ليختتم حديثه قائلا: "عايزين  أكتر من كدة توضيح - مفيش!".

طفل وشيخ يتنافسان على مشيخة الطريقة المحمدية

يذكر أن تقدم طرفان لخلافة الطريقة بأوراقهما هما العميد أشرف محمد وهبي إبراهيم الخليل، نجل شقيق مؤسس العشيرة المحمدية والطريقة المحمدية الشاذلية الشيخ محمد زكي إبراهيم، وهو ضابط سابق في القوات المسلحة، حيث يوجد خلاف على زعامة الطريقة، والطفل يوسف ولاء عصام الدين نجل شقيق الشيخ نور حفيد الشيخ زكي إبراهيم، بحسب مجدي.

كيف ينظم القانون اختيار شيخ الطريقة

ينظم قانون الطرق الصوفية تعيين شيوخ الطريقة، ونص القانون رقم 118 لسنة 1976 بشأن نظام الطرق الصوفية ولائحته التنفيذية على:

مادة 28: يكون لكل طريقة من الطرق الصوفية شيخ، وشيخ الطريقة هو الرئيس الروحي والإداري لها، ويتولى مسؤولياته في الإشراف على شؤون طريقته مستقلا عن باقي مشايخ الطرق الصوفية.

مادة 29: يجب أن يتوفر فيمن يعين شيخا لطريقة من الطرق الصوفية الشروط الآتية:

1- أن يكون بالغا سن الرشد متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية كاملة.

2- ألا يكون محكوما عليه في جناية أو جنحة مخلة بالشرف والأمانة ما لم يكن قد رد إليه اعتباره في الحالتين.

3- أن يكون مجيدا للقراءة والكتابة وملما بمبادئ الشريعة الإسلامية.

4- أن يكون متمتعا بسمعة طيبة وخلق كريم.

5- أن يكون من أهل العرفان والكمال ذوي التقوى والصلاح.

‏6- ألا يكون شيخًا لطريقة صوفية أخرى، ‏ويصدر بتعيين شيخ الطريقة قرار من المجلس الأعلى للطرق الصوفية.

وينشر القرار في الجريدة الرسمية وفي إحدى الجرائد اليومية الرئيسية الواسعة الانتشار على الأقل.

الأولوية لشغل منصب شيخ الطريقة

تنص المادة 30، على أن تكون الأولوية في الترشيح لشغل منصب شيخ طريقة من الطرق الصوفية عند خلوه من بين من تتوافر فيهم الشروط اللازمة على النحو التالى :

(أ) الابن الأكبر لشيخ الطريقة السابق، فإذا كان هذا الابن قاصرا عين شيخًا للطريقة على أن يعين وكيلا له حتى يبلغ سن الرشد، ثم يأتي في المرتبة من بعده أكبر أبناء هذا الابن وهكذا.. إلخ.

(ب) أخوة شيخ الطريقة السابق ويكون الشقيق منهم مقدما على غيره.

(ج) ذوو قربى شيخ الطريقة السابق الأقرب فالأقرب منهم.

‏(د) كبار رجال الطريقة ممن تتوافر فيهم شروط الأهلية لشغل المنصب.


مواضيع متعلقة