الإفتاء لـ"اليوتيوبرز": استروا أنفسكم بالدنيا يستركم الله يوم القيامة

كتب: سعيد حجازي

الإفتاء لـ"اليوتيوبرز": استروا أنفسكم بالدنيا يستركم الله يوم القيامة

الإفتاء لـ"اليوتيوبرز": استروا أنفسكم بالدنيا يستركم الله يوم القيامة

وجهت دار الإفتاء المصرية نصيحة لـ"اليوتيوبرز"، والذين يقومون بنشر مقاطع خاصة لا يصح إطلاع الغير عليها، داعية إياهم للستر، حتي يسترهم الله في الآخرة، حيث أكدت أن نشر مثل هذه المقاطع المصورة التي لا يصح اطلاع الغير عليها يتنافى كليا مع حث الشرع الشريف على الستر والاستتار، لأن أمور العباد الخاصة بهم مبنية على الستر، فلا يصح من أحد أن يكشف ستر الله عليه ولا على غيره، قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: "من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة"، رواه مسلم.

وفي رواية لابن ماجه: "من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته".

وأوضحت الدار أنه لعناية الشرع الشريف بالستر والاستتار، فقد حث من ابتلي بمعصية ألا يخبر بها، بل يسرها ويستغفر الله منها ويتوب إليه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أصاب من هذه القاذورات شيئا، فليستتر بستر الله، فإنه من يبدي لنا صفحته نقم عليه كتاب الله"، أخرجه مالك في "الموطأ"، حتى نص الفقهاء -بناء على ذلك- على أنه يستحب لمن ارتكب معصية أن يستر على نفسه وعلى الغير.

وتابعت الدار أن نشر هذه الخصوصيات بهذه الكيفية المذمومة هو من طلب الشهرة الذي كرهه السلف الصالح، ويندرج تحت قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إياكم والتمادح فإنه الذبح"، كما روى البيهقي في "الشعب" عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "حسب امرئ من الشر أن يشير الناس إليه بالأصابع في دينه ودنياه إلا من عصمه الله".

وقالت دار الإفتاء المصرية: "إن بث ونشر اليوتيوبرز المقاطع المصورة عن تفاصيل حياتهم الشخصية لهم ولأسرهم لزيادة التفاعل تعليقا أو مشاركة أو إعجابا- حولها، إن كان مما يصح إطلاع الغير عليه فلا مانع منه شرعا، وإن كان مما لا يجوز للغير الإشعار به مما يعيب به المرء، فنشره عمل محرم شرعا وذلك لما فيه من إشاعة الفاحشة في المجتمع، وهي جريمة أناط بها الشرع الشريف عقوبة عظيمة، إضافة لما يحويه هذا النشر بهذه الكيفية من التعارض الكلي مع حث الشرع الشريف على الستر والاستتار".

جاء ذلك في معرض رد الدار على طلب فتوى جديدة حول ظاهرة "اليوتيوبرز" الذين يقومون بنشر مقاطع فيديو مصورة عن تفاصيل حياتهم الشخصية لهم ولأسرهم.

وأضافت الدار في فتواها، أنه من المحتوى الذي لوحظ تقديمه من قبل اليوتيوبرز، نشر بعضهم الشؤون اليومية الخاصة به وبأسرته؛ كأماكن جلوسه في بيته مع زوجته، ومواضع نومه، ومقر اجتماعه للأكل والشرب مع عائلته، حتى وصل الهوس حد نشر طقوس نومه واستيقاظه، وتحركات أطفاله، حتى دخوله للخلاء.

ولفتت الدار النظر إلى أن البث للشؤون الشخصية ومشاركة الآخرين لمشاهدة ذلك يفرق فيه بين حالين أولهما ما يصح إطلاع الغير عليه، وثانيهما ما لا يصح إطلاع الغير عليه.

وأضافت أن  تفاصيل الحياة العادية التي لا يأنف الشخص من معرفة الغير بها؛ كشكله، ونوع سيارته، ونحوه؛ فهذا أمر لا مانع منه شرعا، أما النوع الثاني، فأوضحت الدار أنه مما يعيب به المرء فلا يجوز للغير الاطلاع عليه؛ ونشر ذلك رغبة في زيادة التفاعل -بالتعليق أو الإعجاب أو المشاركة- حول ما ينشر مذموم شرعا، لأنه من قبيل إشاعة الفاحشة في المجتمع، وهي جريمة حذر منها الحق سبحانه وتعالى في قوله: "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة"،  النور: 19.

 


مواضيع متعلقة