الزوج "طفش".. سمر تفترش الرصيف مع أطفالها: نفسنا نعيش

الزوج "طفش".. سمر تفترش الرصيف مع أطفالها: نفسنا نعيش
- أطفال بلا مأوى
- في الشوارع
- اختفاء زوج
- على الرصيف
- حلمية الزيتون
- أطفال بلا مأوى
- في الشوارع
- اختفاء زوج
- على الرصيف
- حلمية الزيتون
على رصيف أحد الشوارع تجلس، وبين المارة تلملم أطفالها، لا تجد مأوى من أشعة الشمس الحارقة، ولا تجد سقفاً يقف حائلاً بينها وبين طلقات المطر المنهمر من السماء، ولا تستطيع أن تغطي جسدها الهزيل سوى بقطعة قماش رقيقة لا تحميها من برد الشتاء القارس، يجلس أطفالها في عمر الزهور، تتساءل هي بلا إجابة "لا زلت في العشرينات من عمري، أين هي حياتي التي أعيشها، أين شبابي" ولا تجد رداً سوى نسمة هواء باردة تأكل فيها، وصوت حذاء أحد المارة، ويد زبون يشتري منها علبة مناديل مقابل بضعة جنيهات.
بين يوم وليلة، وجدت سمر غريب فرغلي، 28 سنة، نفسها في الشوارع بلا مأوى، تجلس بجانب شركة الكهرباء في حي حلمية الزيتون بالقاهرة مع أطفالها الاثنين، بعد أن تركها زوجها، دون إبداء أي أسباب، استيقظت صباحاً فلم تجده، تحكي السيدة العشرينية: "من سنة جوزي سابني مع عيالي، سابني وطفش زي ما بيقولوا، ومعرفش عنه حاجة، مرة واحدة كده مشي".
تركها زوجها.. وطفش
كانت تعيش "سمر" مع زوجها وأطفالها في بيت بالإيجار، ولكن عدم قدرتها على دفع مصاريف الإيجار شهرياً، دفع صاحب البيت إلى إخراجها، فلم تجد مأوى شوى الرصيف: "مش بدفع الإيجار لأني معييش فلوس وصاحب الشقة مش بيستفيد مني، فمشاني، وبقيت قاعدة في الشارع".
بحسب "سمر"، فقد ساعدها فاعل خير ببعض صناديق المناديل لتبيعها، لتستطيع الحصول على بعض الأطعمة هي وأطفالها لتعيش يومها، وفي الليل، تلف جسدها بقطعة قماش ثقيلة ساعدها بها البعض، لتحتمي بها من برد الشتاء، وتنام وهي جالسة القرفصاء، وأطفالها بجانبها راقدون على الرصيف، يحلمون بحياة، مثل باقي الأطفال التي يرونها كل يوم.
أمنية سمر
والد "سمر" ووالدتها وشقيق لها متوفين، وشقيقتها لا تعرف عنها شيئاً، وشقيق آخر لها يعمل بالعاصمة الإدارية ولا تعرف أخباره ولا يعرف أخبارها، وبصوت حزين تلتوي معه شفاها تقول: "محدش منهم بيساعدني".
"كل اللي طالباه، شهرية للأطفال عشان يعيشوا ويلاقوا أكل ياكلوه، وعشان يتعلموا، نفسنا نعيش"، كلمات قالتها "سمر"، تعبر من خلالها عن أمنيتها الوحيدة في الحياة، بعد أن قذفتها الظروف، بلا مأوى.