"حكمت" على الرصيف لتنفق على 11 حفيدا: "باجى من رمسيس بعكاز.. وعايزة كشك"

كتب: أنس سعد

"حكمت" على الرصيف لتنفق على 11 حفيدا: "باجى من رمسيس بعكاز.. وعايزة كشك"

"حكمت" على الرصيف لتنفق على 11 حفيدا: "باجى من رمسيس بعكاز.. وعايزة كشك"

على رصيف شارع التحرير بالدقى، تجلس حكمت إسماعيل، 68 عاماً، ترسم على وجهها ابتسامة تعبر عن نفسها الراضية، وبجانبها بضاعة بسيطة عبارة عن أدوات منزلية تعينها على قوت يومها.

لا تعمل "حكمت" للإنفاق على نفسها فقط، بل على أحفادها الـ11، نظراً لضيق حال أبنائها الأربعة، على الرغم من أنها فى حاجة إلى المساعدة، وتعانى من مشاكل فى مفاصل الركبة وتحتاج إلى عملية نسبة نجاحها ضعيف.

"اتجوزت وأنا عندى 15 سنة كان معايا إعدادية، وزوجي كان معاملته وحشة ليا ومابيصرفش على البيت، فقررت أخرج وأنا عندي 30 سنة أشتغل في البيوت عشان أجوز ولادي، عندى بنت و3 أولاد و11 حفيد، أولادى فيهم اللي بيشتغل حداد واللي نجار وواحد اتوفى والبنت متجوزة، حالهم صعب وشغلهم واقف، عشان كدة رجعت أشتغل في البيوت علشان أساعدهم يعلموا أولادهم".

تحكي "حكمت" قصة أكثر من 30 عاماً من العمل في البيوت، لرعاية أحفادها وتعليمهم خصوصاً بعد فشل أولادها في التعليم: "نفسي يبقى حالهم أفضل مننا".

لم تذق طعم الراحة فبعد تركها للعمل في البيوت بسبب إصابتها بخشونة في مفاصل الركبة، قررت بيع الأدوات المنزلية على الرصيف، كل ذلك بسبب ظروف أولادها وقلة عملهم، مؤكدة أنها لا تريد سوى تأمين مستقبل أحفادها: "أحفادى فيهم عيال صغيرين لسه ماخلصوش تعليمهم، هفضل أصرف عليهم لحد ما أموت عشان مش عاوزاهم يبقى نفسهم في حاجة ومايلاقوهاش".

تقطن بمفردها فى شقة بمنطقة رمسيس، وفى الثامنة صباحاً من كل يوم، تخرج متجهة إلى ميدان الدقى حاملة بضاعتها رغم سيرها باستخدام العكاز: "بركب الأوتوبيس من رمسيس ينزلني مكان ما بقعد في الدقي، والناس بتشيل الكيس عنى ويسندونى وأنا طالعة ونازلة"، لا تتمنى سوى "كشك" صغير بجانب بيتها تقدر من خلاله على العمل بسبب صعوبة حركتها.


مواضيع متعلقة