ميدان التحرير بيتكلم فرعوني: المسلة والكباش وشجر الزيتون "أصل مصر"

كتب: سلوى الزغبي

ميدان التحرير بيتكلم فرعوني: المسلة والكباش وشجر الزيتون "أصل مصر"

ميدان التحرير بيتكلم فرعوني: المسلة والكباش وشجر الزيتون "أصل مصر"

عرض متحفي مفتوح يجعل قلب القاهرة نابضًا ،ورموزها تلتف حول صينية ميدان التحرير، التي تداول صورتها الكثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فتجمع ساحته معبودان من أوتاد مصر القديمة، تمثلهما المسلة والكباش الأربعة وتحدهم أشجار الزيتون، يُحكى فيها وعنها سيرة وأمجاد الأقدمين.

المسلة المتوسطة لميدان التحرير ترمز إلى الشمس التي تعود إلى المعبود رع، حسب ما قال الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار المصرية، لـ"الوطن"، وهو من معبودات الدولة القديمة، ويحيطها الكباش الأربعة رمز الدولة الحديثة والمعبود آمن.

القوة والخصوبة، معان يدل عليها الكبش الذي اختاره المصريون القدماء رمز لمعبودهم آمون، الذي مكّنهم من الانتصار على الهسكسوس في ملحمة مصرية قادها أحمس الأول، فكان القدماء يتخذون عدة رموز للتعبير عن ملوكهم كاستخدامهم نمط "أبو الهول" جسم أسد ورأس إنسان دلالة على القوة، أو على هيئة كبش كرمز المعبود آمن، أو على شكل "وزة" تدل على البعث والتجدد، وغيرها من استخدامات الحيوانات والطيور للتعبية عن معبودات المصريين القدماء، حسب شاكر.

"آمن" معناه الخفي الذي لا يراه أحد، وهو من أشهر المعبودات حيث ظل أكثر من 2000 عام هو معبود العالم، ويدلل كبير الأثريين على ذلك بأنه بعد محاربة الهسكوس والمرور بتلك التجربة القاسية قرر المصريين القدماء حينها توسيع مملكتهم فكان الامتداد للعراق وسوريا وتركيا وغيرها مكونين إمبراطورية كان المعبود آمون هو المسيطر فيها.

المعبود خنوم، اسم آخر أطلق على الكبش، إذ يقول الدكتور عماد مهدي، عضو الاتحاد العام للآثاريين العرب، لـ"الوطن"، إنّ هذا المعبود عُرف بأنّه المختص بخلق الإنسان على عجلة فخار من صلصال من الطين ثم ينفخ فيه الروح عن طريق عنخ.

استخدام الكباش في ممرات الملوك

وجود الكباش في استقبال موكب المومياوات الملكية لنقلها من المتحف المصري بالتحرير للمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، لم يتعارض مع استخدامها قديمًا، يقول شاكر، إنّه عند موت الملك وفي مراسم نقله من الشرق إلى مدفنه في الغرب، كان من بين الطقوس ارتداء الكهنة أقنعة ترمز إلى معبودهم، وكان كهنة "آمن" يرتدون قناع "الكبش"، أو أثناء خروج الملك القليل خلال الأعياد الرسمية مثل شم النسيم، ويرى "مهدي" أنّه من تقديس المعبود كانوا يصنعون تماثيل ترمز إليهم، توجد في الممرات المهمة كالممر من معبد الأقصر لمعابد الكرنك: "كل ملك يحط بعض التماثيل في الطريق للتفاخر والكباش من أهم المظاهر".

وجود المسلة والكباش وعودتهما إلى المعبودين "رع وآمن"، مزج استخدمه المصريون القدماء، حين دمجوا بين "رع" و"آمون" تحت اسم "آمون - رع"، وعليه ارتبط "آمون" بعقيدة الشمس.

أشجار الزيتون أكملت المشهد الفرعوني الأصيل بميدان التحرير، فيقول دكتور مجدي شاكر، إنّ شجر الزيتون من الأشجار المصرية الأصيلة، فعلى الرغم من جلب ملوك مصر لأشجار من الخارج كما فعلت الملكة حتشبسوت والملك تحتمتس الثالث، إلا أنّ الزيتون ظل من أهم مظاهر مصر القديمة، وكان من أساسيات الحياة بالنسبة إليهم.


مواضيع متعلقة