تماثيل "آمون" في حضرة ميدان التحرير.. الكباش الأربعة تستقر بالقاهرة

كتب: دينا عبدالخالق

تماثيل "آمون" في حضرة ميدان التحرير.. الكباش الأربعة تستقر بالقاهرة

تماثيل "آمون" في حضرة ميدان التحرير.. الكباش الأربعة تستقر بالقاهرة

بعد أشهر من الاستعدادات المكثفة لتطويره وتزيينه، عبر وضع مسلة رمسيس الثاني والكباش الأربعة، تداول عدد من المتابعين على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صورة حديثة لـ ميدان التحرير.

وتظهر في الصور الجديدة المتداولة، المسلة الفرعونية والكباش الأربعة التي وصلت حديثا، استعدادا لمرور موكب المومياوات الملكية لنقلها من المتحف المصري بالتحرير للمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط.

 

تطوير ميدان التحرير

يعتبر ميدان التحرير من أشهر الميادين بالقاهرة، حيث شهد على الكثير من الأحداث التاريخية المهمة، ويشهد حاليا عملية تطوير شاملة ليكون مزاراً سياحياً عالمياً يعكس التطور التاريخي للمحروسة، وذلك في إطار خطة الدولة لإبراز حضارة مصر الفريدة للعالم، والتي بدأت في سبتمبر 2019 واستغرقت 10 أشهر، بتكلفة تقديرية بلغت ما يقرب من 150 مليون جنيه.

ويندرج تطوير ميدان التحرير والقاهرة الخديوية ضمن إعادة الدور التراثي والثقافي والسياحي للقاهرة، الذي يضم عددا من المحاور، منها إزالة كل اللوحات الإعلانية الموجودة أعلى واجهات العمارات، وتوحيد لون المحال التجارية، وتحديث منظومة الإضاءة به لتظهر معالم الميدان بالكامل، بعد تثبيت المسلة والكباش الفرعونية.

وعلى مدى الأشهر الماضية، تم ترميم الكباش الأربعة، قبل أن يعلن مجلس الوزراء المصري، في مطلع مايو الماضي، إتمام عملية نقل الكباش الأربعة إلى ميدان التحرير بوسط القاهرة، وتركيب كبشين من الكباش الأربعة على القواعد المخصصة لهما، بجوار مسلة الملك رمسيس الثاني.

 

 ما قصة الكباش الأربعة؟

تعتبر الكباش الفرعونية الأربعة، هي تماثيل ضخمة على هيئة كبش كدلالة عن الإله "أمون"، الذي كان رمزا للخصوبة لدى الفراعنة، ويعود تاريخها لحوالي 3500 عام، بحسب ما قاله الدكتور مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة الآثار.

وأوضح شاكر، لـ"الوطن"، أنه الكبش أو "آمون" لم يكن مشهورا في الدولة الفرعونية القديمة، ولكنه اكتسب انتشارا منذ الوسطى، وخاصة مع الانتصار على الهكسوس تحت لواء ذلك الإله لتصبح لاحقا عبادته هي الأكبر بالبلاد، مشيرا إلى أن تمثال الكبش يرمز في الحضارة المصرية إلى "الخفي الذي لا يراه أحد"، لذا تم وضع تلك التماثيله الضخمة في طريق المواكب لتأكيد إحساس الرهبة والقدسية والأهمية.

ويربط طريق الكباش معبد الأقصر بمعبد الكرنك مرورا بمعبد موت، في محافظة الأقصر، حيث تتراص على جوانب الطريق تماثيل من الحجر الرملي تشبه تمثال "أبو الهول" ولكن برأس كبش بداية، وتم تشييده خلال عصر الأسرة الـ18، واستكمله لاحقا الملك "نختنبو الأول" أحد ملوك الأسرة الثلاثين، عبر بناء الجزء المتبقي من الطريق، الذي تصطف على طرفيه تماثيل على هيئة أبو الهول برأس إنسان، وفقا لموقع وزارة الآثار والسياحة.

وأضاف شاكر أنه عبر عصور مختلفة، أضيفت ملحقات أخرى لطريق الكباش كالحمامات ومخازن، والذي تم الكشف عنه مع انطلاق أعمال التنقيب في نهاية الأربعينات من القرن الماضي، ويظهر في الخمسينيات بداية الطريق من جهة معبد الأقصر، ثم توالت علميات الكشف في ستينيات وثمانينات.

أهمية طريق الكباش وعقوبة تشويه الآثار

ويكتسب طريق الكباش الذي يمتد لحوالي 3 كيلو مترات، من أنه كان يحتضن احتفالات أعياد "الأوبت" أي موسم فيضان النيل، حيث كان قدماء المصريين يعتقدون أن آمون ينتقل فيه إلى مقر الحريم له للتزاوج والخصوبة ومن ثم الخير والنماء للبلاد، وفقا لقول كبير الآثريين.

 كما أشار إلى أنه أسفل ذقن التماثيل، يوجد تمثال صغير آخر لآمون ما يثبت قدسية الإله، موضحا أن المسلة الفرعونية التي تم نقلها لميدان التحرير ترمز إلى الشمس، ما يعني أنهم من أهم رموز الحضارة المصرية.

وللحفاظ عليهم، شدد على أن ذلك يعتمد في المقام الأول على وعي المواطنين بأهمية حماية الآثار الفرعونية، كون الحجر الرملي سهل تفتيته باللمس، لافتا لوجود عقوبة قانونية ضد تشويه الآثار وهي غرامة 100 ألف جنيه والحبس ثلاثة أشهر كحد أدنى.


مواضيع متعلقة