"إسلام" خريج ليسانس لغة عربية بدرجة نقاش: "بشتغل وأنا عندي 8 سنين"

"إسلام" خريج ليسانس لغة عربية بدرجة نقاش: "بشتغل وأنا عندي 8 سنين"
كان ينتهي من دراسته في الثانية ظهراً كل يوم، ثم يذهب إلى عمله "نقاش" مع والده، وهو في الثامنة من عمره، وظل يتعلم المهنة حتى أتقنها، ولم يكتفِ بها بل واصل تعليمه وتخرج في جامعة الأزهر حاصلاً على ليسانس لغة عربية شعبة تاريخ.
إسلام السطوحي، 27 عاماً، يقطن في مدينة إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، بصوت هادئ يحكي أنه منذ صغره وهو يعمل بهذه المهنة أثناء دراسته، وفي مرحلة الثانوية كان قد أتقن المهنة وأصبح يعمل مثله مثل أي "نقاش"، وظل يعمل لم يترك والده الذي تعلم منه المهنة: "طول حياتي متعود على الشغل والتعب وحياتي مابتقفش الحمد لله، وبحب مهنتي اللي اتعلمتها من أبويا، بس هو دلوقتي مابقاش يشتغل وأنا مسكت الشغل مكانه، ولما كنت في الجامعة برضه مكنتش بحضر أغلب الأيام وكنت بشتغل عشان أساعد في مصاريفي ومبقاش حمل تقيل على أهلي".
بعد التخرج لم يجد "إسلام" وظيفة بشهادته التي حلم العمل بها، لتزيل عنه بعض من ثقل تعب وإرهاق العمل، ولكنه لم ييأس مثل الكثيرين وابتعد عن مجالس المقاهي التي يهرب إليها من لم يحصلوا على الوظيفة التي يريدونها، وبحسب اسلام: "ملقتش شغل بشهادتي لكن مينفعش أستسلم ولازم أشتغل لأن عندي مصاريف والتزامات خاصة إن والدي كبر في السن ومابقاش يشتغل، وبنصح الشباب انهم ميستسلموش حتى لو ملاقوش شغل".
لم يذكر "إسلام" أن شهادته لم تضف له شيئاً، مشيراً إلى أنها أفادته كثيراً في معرفة الكثير من المعلومات التاريخية والسياسية، مؤكداً على اعتزازه دائماً رغم أنها لم تفده من الناحية العملية: "بحب التاريخ جداً وعرفت معلومات كتير منه، وحاجات أعطتني قيمة بين الناس، وعمري ما كنت ندمان إني اتعلمت".
منذ 3 أعوام، أصيب "إسلام" بمرض البهاق، ولكنه لم يعالجه في بدايته بسبب حاجته للمال في ذلك الوقت، مؤكداً أن ذلك المرض له 5 مراحل ولا يمكن علاجه إلا في المرحلة الأولى فقط: "أصيبت بالبهاق بسبب مشاكل نفسية، ومفكرتش في إني أعالجه وقتها لأن كان أولويات أهم منه بكتير".