حكاية "محمد" الحاصل على ليسانس دراسات إسلامية.. شيال ممنوع من الشيل

حكاية "محمد" الحاصل على ليسانس دراسات إسلامية.. شيال ممنوع من الشيل
في السابعة صباحاً من كل يوم، يخرج إلى عمله كـ "شيال"، بإحدى شركات التجارة، مهموماً يفكر بأحلامه التي جرى عليها الزمن، فهو خريج جامعة الأزهر، وحاصل على "ليسانس" في الدراسات الإسلامية، ولكنه لم يستسلم إلى حاله بعد عجزه عن العمل بشهادته.
محمد حسن، 30 عاماً، يقطن مدينة شبراخيت بمحافظة البحيرة، تخرج من كلية الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، عام 2012، ولم يحالفه الحظ في العمل في إحدى المؤسسات بشهادته، أو العمل كخطيب في وزارة الأوقاف، بسبب ضعف تقديره الدراسي، نظراً لأنه كان يعمل أيضاً بجانب دراسته: "مكنش ينفع أستسلم زي شباب كتير وأقعد على القهوة أستنى الشغل، لأنه مش هيجيلي وأنا حاطط رجل على رجل، لازم أسعى ورا رزقي وربنا بيكرم، وفي رقبتي ناس محتاجة مصاريف، أمي وولادي وزوجتي".
يحكي "محمد"، أنه من صغره معتاد على العمل بسبب عزة نفسه الشديدة في طلب المال من والده، ففي فترة دراسته بالمرحلة الإعدادية، كان ينتظر جرس انتهاء اليوم الدراسي بشدة، ليخرج إلى بيته يتناول وجبة الغداء التي كانت لا تأخذ منه أكثر من النصف ساعة، لينطلق إلى العمل فأي شئ، مضيفاً: "كنت بستني الجرس عشان أروح شغلي، كنت شيال برضه بس مش في مكان معين، كنت بشتغل نص يومية بس، من الساعة 2 لحد المغرب، وأخلص وأرجع أنام أصحى للمدرسة، ودي كانت حياتي وأنا صغير".
حياة صعبة تعود عليها، إذ إن والده كان يعمل موظفاً ويقدر على إعالته هو وإخوته الاثنين، قبل أن يتوفى في عام 2013، ليجد "محمد" في رقبته أسرة كاملة في وقت يحتاج فيه إلى المساعدة لأنه مقبل على الزواج: "عندي أخ وأخت مع أمي، لقيتهم في رقبتي بعد وفاة أبويا، وكان لازم أصرف عليهم لأن المسئولية كانت صعبة، بس ربنا كرمني واتجوزت وعندي ولدين".
ما يعوق "محمد" الآن، هو معاناته بعد إجراء عملية "الفتاق الإربي"، التي على إثرها منعه الأطباء من الحمل الثقيل، وقد يئس من التعب، ولكنه مستمر إلى أن يجد عملاً مريحاً: "نفسي في شغلانة كويسة تريحني لأني تعبت كتير في حياتي، والدكاترة نصحوني إني مشيلش حاجة تقيلة بس مضطر".