بكالوريوس عربي والمهنة "نقاش".. مصطفى يحترف الصنعة بدل انتظار الوظيفة

كتب: سمر صالح

بكالوريوس عربي والمهنة "نقاش".. مصطفى يحترف الصنعة بدل انتظار الوظيفة

بكالوريوس عربي والمهنة "نقاش".. مصطفى يحترف الصنعة بدل انتظار الوظيفة

ثياب وأيدي ملطخة بألوان لا علاقة لها ببعض، رائحة الدهانات تتداخل فيها فتفوح منها، أوعية عميقة يخلط مكوناتها بفرشاة يخط بها بعد ذلك ملامح جدران تتحول إلى لوحات فنية مرسومة بأنامل "صنايعي" ماهر أتقن مهنته، حتى ذاع صيته بين معارفه وجيرانه من صعيد مصر حتى العاصمة وبات اختيار أول لكثير من الزبائن.

 

مصطفى: قدمت في وظايف كتير بشهادتي واتعلمت صنعة لحد ما تيجي الوظيفة

"أكل العيش يحب الخفية" مقولة شعبية دارجة تطابقت حروفها مع عزيمة الشاب الصعيدي "مصطفى حمام" الذي قرر أن يتحرر من رداء انتظار الوظيفة من أجل لقمة العيش، انخرط في عالم ربما لم يشبه أحلامه، ولكن"الظروف تحكم"، "اخترت أشتغل في صنعة عشان العمر بيجري وأنا شاب ولازم أكون نفسي"، لم يجد حرجا في العمل بمهنة النقاشة التي بدأها من الصفر كصبي أسطى بيومية ولا تتجاوز 20 جنيها، يتولى مهاما صغيرة حتى احترفها وبات له عمله الخاص، بحسب قوله.

منذ عام 2014 بدأت رحلة الشاب العشريني ابن محافظة سوهاج، عن وظيفة معلم لغة عربية، اللغة التي أحب حروفها وأتقن تجويد القرآن بها، بعد تخرجه في كلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة الأزهر، "حبيت اللغة وختمت حفظ القرآن وكان نفسي أشتغل مدرس عربي عشان أعلمها لأجيال تانية من بعدي"، إلا أن وظيفة أحلامه تأخرت فلجأ إلى احتراف صنعة ينفق بها على نفسه وتأسيس شقة الزوجية.

 

بين سوهاج، حيث تعيش أسرته المكونة من والديه وإخوته الخمسة، والقاهرة يتنقل مصطفى كلما طلبه أحد الزبائن لدهان شقته أو مكتبه الخاص، عرف بينهم بلهجته العربية الفصحى وتراتيل القرآن التي يرددها همسا أثناء عمله حبا ورغبة في التمسك بأصول هويته، ينمو عمله في "النقاشة" ولم يجف صبره عن المحاولة في الالتحاق بأحد المعاهد الأزهرية أو المدارس للعمل كمعلم لغة عربية، "الشغل مش عيب لحد ما تيجي الوظيفة المناسبة".


مواضيع متعلقة