صوت بهاء سلطان يستدعي علاقة المشايخ بالفن.. وجدل بسبب "القراء"

صوت بهاء سلطان يستدعي علاقة المشايخ بالفن.. وجدل بسبب "القراء"
في الأيام القليلة الماضية، فوجئ الجميع بتسجيل صوتي للفنان بهاء سلطان وهو يقرآ آيتين من القرآن الكريم، الأمر الذي أشاد به محبو الفنان بهاء سلطان الذين أعجبهم صوته ورأوا أن صوته جميل وهو يُرتل هذه الآيات من الذكر الحكيم.
وطالب بعض محبي وعشاقي الفنان بانضمامه لنقابة القراء الأمر الذي أثار جدلا كبيرا ما بين مؤيد ومعارض، فالمعارضون أبدوا تعجبهم من كون فنان ينضم لنقابة القراء، ورأوا أن هذه الخطوة غير سليمة بالمرة، لكن هناك من تمسك بهذا المطلب.
على الجانب الآخر الموافقون قالوا إن تاريخ الفن مليئ بنماذج عديدة مثل بهاء سلطان، فمثلًا سيد درويش لم يُطلق عليه فنان بل شيخ، وكذلك سلامة حجازي، فضلًا عن أن بعض القراء مثل مصطفى إسماعيل له تسجيلات وهو يُدندن لكوكب الشرق أم كلثوم.
طّرح الشيخ هاني سعد محمود، أحد أئمة الأزهر الشريف، سؤالًا بعد سماعه آيات قرآنية بصوت الفنان بهاء سلطان، قائلًا: "ما المانع لو ظل بهاء سلطان على طريق قراءة القرآن، بهاء سلطان إذا عاهد الله أن يدخل هذا الطريق ندعمه"، موضحًا أن صوته أبهره ولمس قلبه.
وأضاف "محمود"، خلال حواره في برنامج "رأي عام"، على شاشة "TeN"، أن بهاء سلطان لا بد أن يّقلع عما فات إذا أراد أن يسلك طريق تلاوة القرآن، فالصوت الجيد هبة من الله، كما أن تلاوة القرآن أشد وأصعب من الغناء، كون القارئ يستطيع أن يبتهل بينما المطرب لا يستطيع.
بينما قال على عمران، شاعر وناقد، خلال حواره في نفس البرنامج، إن قارئ القرآن لابد أن يكون قدوة، وغناء أم كلثوم كان من طرق الأخلاق، وقام الشيخ محمد عمران بغناء أغنية "حَلم" لكوكب الشرق في جلسة خاصة، ولكنها أُخذت عليه رغم أنها من الأغنيات التي تذهب الوجدان.
وأضاف "عمران"، أنه لا يصح أن يقوم أحمد سعد بقراءة القرآن ثم يذهب ليقيم حفلات في دبي، حفل التلاوة متسع وكبير ولابد من يدخله أن يكون متعمق في علوم اللغة، فالقرآن سماعي وقياسي في نفس الوقت، مشيرا إلى أن بهاء سلطان مقلد للأصوات ولم يقدم صوته حتى الآن.
وأشار الناقد، أن أي إنسان يستطيع أن يتلو القرآن إذا التزم بآداب وأحكام التلاوة، لافتاً إلى أن بهاء سلطان أجاد قراءة القرآن وأحكام التلاوة بمهارة، وليس لي أي علاقة بماضيه، ولكن عليه أن يتقيد بأحكام التلاوة واللغة،
بهاء سلطان يقلد مدرسة الشيخ مصطفى إسماعيل.
وأوضح أن بهاء سلطان لابد أن يكون له مدرسة خاصة به، لافتاً إلى أن تلاوة القرآن فن ولكن له أحكام ومبادئ لابد أن يلتزم بها، وأن بهاء سلطان اتخذ منهجين هما محمد عمران ومصطفى إسماعيل، ولابد أن يكون له أحساس خاص به.
فيما قال هاني حسني، مدرب أصوات، إن تلاوة القرآن الكريم أساسها مخارج الحروف، وهناك عامل مشترك بين قارئ القرآن والمطرب وهي المقامات الصوتية، وأن القرآن له قواعد استطاع بهاء سلطان أن يلتزم بها وأجاد في قراءته، خاصة أن هذا الموضوع مقيد بالأحكام.
وأوضح "حسني"، خلال حواره في نفس البرنامج، أن بهاء سلطان إذا اتجه إلى القرآن لابد أن يتوقف عن الغناء، لأنه لا يستطيع أن يجمع بين الاثنين، فقارئ القرآن يكون له قدوة في بداياته يحتذي به، مشيراً إلى أن المدرسة الصوتية تتكون وتتشكل خلال سنوات.
فيما قال الشيخ أحمد نعينع، إن أي شخص يقرأ القرآن قراءة سليمة بأحكامه وتجويده وصوته مقبول، له الحق في قراءته، طالما يقرأ بشكل صحيح، والقراءة ليست حكرا على أحد، طالما صحيحة، ولا يوجد بها أي مشاكل، لا يوجد أدنى مشكلة.
وأضاف "نعينع"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو عبدالحميد، في برنامج "رأي عام" المذاع عبر فضائية "تن"، أن القراءة السليمة تساعد في تحسين الصوت على من يسمعه، "لو الصوت مش حلو أوي القراءة السليمة بتحلي الصوت، كل حرف من القرآن موكل به ملك، فإذا قُرأ كما نزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم، تنزلت الملائكة على كل حرف، فشوف كام ملك هينزل، ويملأ المكان السكينة والرحمة ويصل القرآن إلى قلوب المستمعين".
وتابع أن الرسول قال فيما معناه، أحسن الناس صوتا من إذا سمعته حسبته يخشى الله، هذا هو المعيار بغض النظر عن اسم من يقرأ القرآن نفسه، مشيرًا إلى أنه في بداياته كان يقلد الشيخ مصطفى إسماعيل، خاصة أنه عاش وتعلم منه الكثير خلال 10 سنوات.
وأوضح أن كل قارئ اتوجد على هذه الأرض جميعهم كان لهم أمثلة يأخذون منها لكن الإضافة والإحساس بالآيات يكون غير الشخص الذي تقوم بتقليده.
وتابع: "عبدالوهاب كان بيقولي خلي صوتك دليلك أنا أعرف عبدالوهاب من بدايته من ساعة ما بدأ، لافتاً إلى أن القارئ لا يرتبط بزي معين وهذا الموضوع انتهى منذ سنوات".
ورفض "نعينع"، التعليق على انتقاد البعض له بسبب ارتدائه "بدل" أثناء قراءته القرآن: "الكلام ده بيتقال من زمان، وأنا برفض أرد عليه، الناس اتعودت عليا أقرأ وأنا لابس البدلة، ولما جيت في مرة أقرأ وأنا لابس جلابية الناس طلبت مني أقرأ بالبدلة عشان عرفوني كده".