إنعام محمد علي: موسم 2020 الرمضاني استثنائي وغير مسبوق

كتب: حسام حربى

إنعام محمد علي: موسم 2020 الرمضاني استثنائي وغير مسبوق

إنعام محمد علي: موسم 2020 الرمضاني استثنائي وغير مسبوق

قالت المخرجة إنعام محمد على، رئيس لجنة التحكيم بمسابقة المجلس القومى لحقوق الإنسان، إن اللجنة قامت باختيار الاعمال الفائزة، بعدما شاهدت 25 عملا دراميًا و10مسلسلات رسوم متحركة.

جاء ذلك في كلمتها، أثناء حفل توزيع جوائز الإنتاج الدرامى المتميز، في مجال حقوق الإنسان لعام 2020.

وأضافت "أنعام": "لا يختلف أحد أن عام 2020 موسمَه الرمضاني يعتبر موسمًا استثنائيًا وغير مسبوق، وكما نعلم جميعًا حجم الظروف الصعبة التى فرضها وباء كورونا ولايزال، اقتضت بقاء الناس فى منازلهم بعيدًا عن دور العرض، وعن شتى أشكال التجمعات".

وتابعت: "وسط ذلك الحصار المجتمعي أصبحت الفرجه على منصات العرض المنزلي مخرجًا وحيدًا، والأعمال الدرامية بدت أحد عوامل الهروب والتخفيف من الأثار الجانبية السلبية، التي فرضتها ضرورة البقاء في المنزل، وفي نفس الوقت بات تأثيرها مضاعفًا".

وأكملت: "رغم الظروف شديدة الكآبه استطاعت صناعة الدراما أن تتواجد وتتسم بالتنوع، وتمد المشاهد بأطباق فنية ليست كلها شهية بالضرورة وأن ضمت أنواعًا تقدِم لأول مرة بعد حرمان طويل"، مشيرة إلى أنه لأول مرة تتناول الدراما المصرية من خلال عمل ملحمي عسكري ضخم، واحدة من أكثر معارك الحروب الحديثة، وهي معركة البرث التي تابعنا تفاصيلها في مسلسل "الاختيار".

ولفتت "أنعام"، أن صناعة الدراما قدمت لهذا العام لأول مرة نوعية الخيال العلمى بإمكانيات جيدة، حيث تعتمد هذه النوعية بشكل أساسي على التكنولوجيا، حيث المؤثرات البصرية والسمعية، عناصر أساسية في لغة التعبير عن أحداث مستقبلية، سوف يحققها التطور العلمي للبشرية، وهو ما قدمه مسلسل "النهاية" بطولة يوسف الشريف.

وقالت: إن من الأعمال التي لفتت نظر لجنة التحكيم هي مسلسلات التحريك، والتي عرض منها فى الموسم الرمضانى 10 أعمال تميز منها ثلاث، نافست المسلسلات الدرامية في جودة تنفيذها وثراء وتنوع موضوعاتها، التي تخاطب الصغار والكبار، وعوضت بعض النقص الذي تفتقده المسلسلات الدرامية منذ عدة سنوات، فقدمت المسلسل الديني "نوح" عن صراع سيدنا نوح مع الرافضين دعوته للتوحيد، والمسلسل التاريخي الذي يدور حول دخول العثمانيين مصر، واستبسال طومان باي حاكم مصر وقتها فى الدفاع عنها، ومسلسل علمي وضع مادته العلمية أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، لافتة أن هذا المسلسل أوصت لجنة التحكيم بأن تستعين به وزارة التربية والتعليم في تطوير طريقة شرح المواد العلمية  بأسلوب جاذب ومشوق، يسهل مهمة المُعلم ويزيد من استيعاب الطالب للمواد العلمية.

وأضافت: "يأتي مسلسل "خيانة عهد" على رأس هذه الأعمال بالإضافة إلى كل من:  "البرنس، شاهد عيان،الفتوة، ليالينا، فرصة تانية، والنهاية"، التي وصلت فيه الرغبة في الانتقام إلى أن البطل "الروبوت" يقرر إفناء البشرية بأكملها عقابًا لها على ما فعله البعض بالأشخاص الآليين، خطورة تكرار وتأكيد هذا الانتقام الفردي هو تحويله لدى المشاهد إلى شيء مشروع بل ومحبب ومباح".

وأكملت "أنعام": "الظاهرة الأخرى التي رصدتها أيضًا لجنة التحكيم، كثرة الأعمال التي تم تصويرها في بيوت فخمة وقصور وفنادق، وتمتلك أيضًا شخصيات العمل سيارات آخر موديل، ويعملون في مهن استثمارية أو تسويقيه تَكفُل لهم من الأموال أرقام فلكية "كما في مسلسلات "لما كنا صغيرين" "أحب تانى ليه" "فرصة تانية" وغيرها، فتصبح المشكلات الاجتماعية والاقتصادية لمثل هذه الشرائح القليلة، مشكلات عادية تحمل قدر من الرفاهية المستفزة، إذا ما تمت مقارنتها بحجم المشكلات التي تعانى منها الأغلبية الساحقة من المصريين، من فقر وعوز واحتياج للتعليم والعلاج، ومشكلات السكن وغلاء المعيشة والعنوسة وتعاطي المخدرات والهجرة الغير شرعية وغيرها.

ولفتت، إلى أن مثل هذه المشكلات لا تجد لها وجود على الشاشة إلا فيما نَدر، لكن غالبية المسلسلات التى تعرض على الشاشات، تدور فى أجواء اجتماعية ومادية تحمل بشكل مباشر أو غير مباشر، ما يشبه الدعوة للاحتقان الطبقي".

واستطردت: "الأزمة أن صُناع هذه الأعمال لا يدركون حجم الضغط النفسى الذي يمارسونه على المشاهدين المنتمين إلى الشرائح المتوسطة والدنيا، ولا يدركون أن التأكيد على وجود طبقات فاحشة الثراء فى دولة فقيرة، قد يؤدي إلى إنتشار الجريمة والخروج عن القانون، والرغبة في الأثراء السريع بأي وسيلة، وضربا عرض الحائط بقيمة العمل والكفاح".

وأشارت المخرجة إنعام محمد على، رئيس لجنة التحكيم  بمسابقة المجلس القومى لحقوق الإنسان: لاحظت اللجنة أن هذا العام، شهد تكرار ظاهرة التأخير في بدء تصوير كثير من الأعمال، إلى ما قبل حلول شهر رمضان بأشهر قليلة، وبعدد حلقات لا يتعدى ربع أو ثلث المسلسل، والنتيجة بداية مبشرة في بعض المسلسلات تجذب المشاهد، ومع توالي الحلقات تتقطع أنفاس المؤلف والمخرج، وصولاً إلى نهاية محبطة لا تترك أثرًا في ذهن المشاهد.


مواضيع متعلقة