الطفل "خميس" كعب داير حتى الفجر: امتى الدنيا تضحكلي وأفتح محل؟

الطفل "خميس" كعب داير حتى الفجر: امتى الدنيا تضحكلي وأفتح محل؟
عندما تبلغه والدته بأن الكيك والخبز قد أصبح جاهزاً بعد عمل متواصل لساعات، يجري الصغير مسرعاً ويجهز "الصندوق" الخاص به، وتبدأ والدته وشقيقته في تجهيز أكياس تحوي قطعاً من الكيك والخبز، المعروف لديهم باسم "البتاو"، يضعون كيساً بجانب آخر، وكيساً بجانب الثاني، إلى أن يمتلئ الصندوق، ويبدأ محمد خميس، 15 عاماً، بحمله والخروج من البيت، متجولاً في شوارع مدينة طنطا بمحافظة الغربية، لكسب قوته هو وأسرته، الأم والوالد القعيد وشقيقته.
يخرج مع غروب الشمس، ويعود عندما تسود الشوارع وتهدأ وتقترب من الثانية بعد منتصف الليل، يظل متجولاً على قدميه وحاملاً لصندوق الكيك والخبز، يضع نصب عينيه بيع أكبر قدر من نتاج تعب والدته وجلوسها لساعات أمام الفرن، دون أن يحصل على أكثر من حقه، هكذا يعيش "خميس" يومه، بين أرصفة ومقاهي طنطا، يحكي الطفل الصغير: "أنا ووالدتي عاملين مشروع، هي بتخبز كيكة وعيش وأنا باطلع أبيع على القهاوي وفي الشوارع، وفي أيام المناسبات بنعمل كحك وبسكويت".
بين الفرن والخبز.. يوميات عائلة خميس
بفرن بلدي صغير، تعيش الأسرة، وبجهد وعرق طفل لم يتخط مرحلة البلوغ بعد، تعيش الأسرة من خيره: "مش باقف في الشارع، بلف أماكن كتير، بس أختي بتقعد في شارع البحر في طنطا تقف تبيع، وإحنا شغالين ومش بنحب نطلب حاجة من حد ونقول عاوزين".
منذ 3 سنوات افتتح مشروع "خميس"، خاصة بعد إصابة والدة في قدمه ومعاناته من الخشونة، في البداية، كان المشروع صغيراً بفرن وبضعة قطع من الكيك والخبز، وتدريجياً بدأ يكبر: "والدي كان شغال بتاع أحذية حريمي وكان بيدق على رجله، فجاتله إصابة في رجلة وخشونة ومش بيقدر يتحرك كتير، فمن وقتها وأنا بنزل أشتغل، في الأول وكل سنة بنجمع حاجة جديدة، مرة صاج ومرة فرن كبير".
تحاول "والدته" مساعدته في دراسته عبر جلب مدرسة له، وتمنعه من الذهاب إلى المدرسة خوفاً عليه من أصدقاء السوء: "والدتي بتجيب لنا مدرسة في البيت تدرس لي أنا وأختي، وبتاخد تمن مذاكرتها لينا كيكة وعيش ومبلغ رمزي، عشان أمي عاوزانا نبقى أحسن حاجة في الدنيا".
أمنية "خميس"
يتمنى الطفل الصغير أن يفتح محلاً كبيراً ليقف به هو أسرته لبيع منتجاتهم، بدلاً من تجوله في شوارع حتى طلع الفجر.