رحلة "أنس" من جندي بالجيش السوري إلى بائع متجول في القاهرة

رحلة "أنس" من جندي بالجيش السوري إلى بائع متجول في القاهرة
أنس منير، 30 عاما، جندي سابق في الجيش السوري، يعيش حاليا في حي الجمالية بمحافظة القاهرة، فبعد أن كان يحمل سلاحه في سوريا أصبح الآن يجوب شوارع ميدان الدقي المختلفة، حاملاً مجموعة من الملابس، ليبيعها ويحصل على ما يكفيه ويساعده على تحمل غربته، بعد أن أصابه اليأس من كثرة الحروب الواقعة والعيش في حياة يملأها الرعب.
يحكي "أنس"، أنه منذ 9 سنوات التحق بالقوات المسلحة السورية، وقضى بالجيش 3 سنوات، ولكن بعد ثورات الربيع العربي وكثرة الفتن والحروب في سوريا، سافر إلى الأردن وحصل على الجنسية الأردنية ليلتحق أيضا بالجيش الأردني بعدها، ولم يلبث سوى 6 أشهر، مل بعدها من الحروب، مضيفا: "طول عمري محترف استخدام السلاح وبضرب نار كويس جدا، لكن مليت من الحرب والدم والرعب، سبت إخواتي وأهلي وسافرت على الأردن ومقعدتش غير سنة، حصلت على الجنسية الأردنية وانضميت للجيش الأردني كمان".
رحلة طويلة من الغنى إلى الغربة والفقر عاشها "أنس"، فبعد أن كان يمتلك الكثير من الأموال والمحال التجارة، صرف كل الأموال ليتمكن من الحصول على الجنسية الأردنية: "كنت غني وعندي أملاك ومحلات تجارية، لكن دلوقتي كل حاجة راحت".
في عام 2014، قرر "أنس"، ترك الأردن والمجئ إلى مصر، والاستقرار فيها وعمل في بيع الملابس متجولاً في الشوارع، موضحا أنه يشتريها بالمتر من التجار الذين يستوردونها من الخارج، مؤكدا أنه يعمل بهذه المهنة منذ نزوله إلى مصر حتى الآن: "الحياة صعبة في كل حتة ولازم أعافر، لما جيت هنا حاولت أشتغل أي حاجة ولقيت إن التجارة في الملابس مناسبة ليا، لما بدأت أستقر اتجوزت مرتين وفشلوا للأسف مفيش نصيب".
يقضى "أنس" يومه في الشارع متعاملاً مع المصريين كثيرا، مشيدا بمعاملتهم الحسنة وطيبتهم التي لا يغفل عن معرفتها أحد، مؤكداً انه يحظى منهم باحترام شديد لم يراه في الأردن: "بحب المصريين وبحب العرب كلهم، بعتبر الوطن العربي كله بيتي".