طالب نهارا وبائع متجول مساء.. مصطفى: بساعد نفسي وأهلي

طالب نهارا وبائع متجول مساء.. مصطفى: بساعد نفسي وأهلي
طفل لم يبلغ عمره الـ12 بعد، لكن ذلك لم يمنعه من مساعدة والديه أو على الأقل تحمل مصاريفه؛ ليشارك والده في عمله كـ"بائع للأكواب الزجاجية"، بجانب الالتزام بعدم التغيب عن المدرسة، وهو ما دفع أحد مستخدمي فيس بوك لنشر صورته لتنتشر بسرعة البرق بين رواد الموقع.
مصطفى عيسى، طالب بالصف الثاني الإعدادي بمدرسة الجهاد بقرية أبو النمرس بالجيزة، اعتاد يوميا الذهاب مع والده إلى العمل، ويتفرق كل منهما في طريق منفصل، ويبدأ البيع أمام أشهر محلات الحلويات بشارع شهاب منطقة المهندسين، وقال لـ"الوطن": "بساعد نفسي وببيع كوبايات".
طقم الأكواب الزجاجية المكون من 6 قطع يشتريه "مصطفى" بمبلغ 50 جنيها؛ ويبيعه بـ70، ليكون مكسبه 20 جنيها، متابعا: "بقف على رجلي بالساعات قدام المحلات بعيد عن بابا".
لم يتعرض "مصطفى" لمضايقات من أصحاب المحلات، بالعكس يحاولون مساعدته ومساندته، بحسب قوله لـ"الوطن"، مشيرا إلى أنه بعد ذهابه إلى البيت يشرع في المذاكرة بجوار شقيقته الطالبة بالصف الثالث الثانوي، حتى نومه.
وفي ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، والإجراءات الاحترازية التي تتخذها وزارة التربية والتعليم، يذهب "مصطفى" إلى مدرسته الإعدادية يومين في الأسبوع فقط، وفي نهاية اليوم الدراسي يواصل عمله بملابس المدرسة دون خوف من إحراج قد يتعرض له من زملائه.
وبعزة نفس وعفوية علقت والدة الطفل مصطفى، على الصور الملتقطة له عبر نافذة سيارة، قائلة لـ"الوطن": "إحنا الحمدلله مستورين ومش محتاجين حاجة من حد، وواحد من الزبائن صوره من غير ما نعرف".
وكانت صور الطفل مصطفى، انتشرت عبر السوشيال ميديا، مقترنة بتعليق عن مكافحته والعمل بعد المدرسة بعزة نفس دون التطاول على أحد، فضلا عن مطالبة الجميع بمساعدته والشراء منه حتى يستطيع دفع مصروفاته المدرسية.